عقوبات مشددة تصل للمؤبد ضد مفتعلي الحرائق

38serv

+ -

 بادر مجلس قضاء البليدة،نهاية الأسبوع،  بتنظيم ملتقى تحسيسي،  حول" الحماية و المحافظة على الثروة و الغطاء الأخضر"، بكل زوايا جزائرنا العميقة، و بالأخص بسلسلة الأطلس البليدي، والتشديد ضد مرتكبي جرائم حرائق الغابات، والتي أصبحت نتائجها تظهر على أرض الواقع، خاصة بعد عمليات القبض على مشبوهين، مثل ما حصل مؤخرا في "سكيكدة"، واكتشاف مواد من المطاط، تستغل في إضرام مثل هذه الحرائق، وهو ما وقف عليه وفضحه أعوان الغابات في بوعرفة الى الجنوب"، بحر الأسبوع الماضي.

اليوم التحسيسي،و الذي شاركت فيه و حضرته فعاليات هامة، مثل محافظة الغابات و الدرك و الأمن ، و الكشافة الإسلامية و نشطاء جمعويون أخرى، وحسب تصريح النائب العام لمجلس قضاء البليدة عبد المجيد جباري، يأتي للتوعية و تحسيس المواطن في مقام أول ، بأهمية الحفاظ على ثروتنا الغابية، من كل خطر وفعل إجرامي تخريبي مقصود أو عرضي عابر، مثل إقامة المشاوي في رحلات التنزه و الفسحة، و أن " الغابة " هي " شخص معنوي" و حرقه بعني ارتكاب فعل فظيع في حقه، ينجم عنه ضرر في الاقتصاد  و في حق ممتلكات السكان، من ثروة حيوانية و مائية و بيئية، و في شق ثاني هم ينشدون من خلال هذا اللقاء التحسيسي " صيف سلامة و آمن من كل الأخطار"، بتفعيل القوانين الحامية و المدافعة عن الغطاء الغابي ، و التي اصبحت جريمة المساس بالغابة " جريمة ارتقت من الفعل المجنح الى الجناية" ، و مثل هذه القوانين هي " انتصار للغابة و للملك العام و الخاص".

 رئيس جمعية أصدقاء الشريعة ياسين خشنة قال لـ " الخبر" ، أن مثل هذه اللقاءات ، هو يثبت مدى الاهتمام الرسمي و المجهودات التي أصبحت تبذل في الحفاظ و حماية غاباتنا في كل ربوع الجزائر، و ليس بسلسلة الأطلس البليدي ، مقارنة بما كان عليه الوضع في سنوات قريبة خلت، و أن الدولة ماضية في هذا الجهد و الاهتمام ، بدليل أن كل سنة تقريبا نرى اقتناء طائرات مختصة في إخماد الحرائق مثلا، ناهيك عن اقتناء المعدات و التجهيزات الأخرى و العمل التوعوي لم ينقطع،والاهتمام البالغ و التشديد في إقحام مختلف وسائل الإعلام في هذا الشق،  وهم كنشطاء جمعويين ايكولوجيين يعبرون عن امتنانهم و تثمينهم  لجملة النصوص القانونية،  التي تضمنها قانون العقوبات مرخرا،في تجريم كل من يلحق و يثبت جرمه في حق الغابة و الثورات الغابية، بل بتشديد عقوبة الحبس ضده من 03 إلى حكم المؤبد،مع تسليط غرامات مالية هامة، وهو ما يؤكد مرة أخرى، أن دولتنا ماضية في حربها ضد كل من يلحق ضررا بغاباتنا، و الصرامة في العقوبة.

اللقاء أفضى حسب مداخلات مختصين و رجال قانون، إلى أن  جرائم الحرائق أو التوسع والاعتداء على المساحات المغروسة، أو القطع غير المرخص لأنواع شجرية نادرة ومعمرة بالخصوص،  في نتائجها التخريبية هي تنعكس على حياتنا اجتماعيا و اقتصاديا، وتضر بنظامنا البيئي والثروة الحيوانية ، خصوصا في أنواع باتت نادرة و في طريق الاختفاء و الانقراض، وأنه بات من الأولوية والحزم ، "تفعيل آليات مكافحة جرائم الحرائق والتخريب، والتصدي لها بصرامة ،من جهة  مع رفع درجة اليقظة والمسؤولية، والسبل الكفيلة لكبحها وقمعها ومعاقبة المجرمين الفاعلين".

يُشار في السياق الى أن أعوان الغابات لمحافظة البليدة، اكتشفوا بحر الأسبوع الماضي بإقليم بوعرفة إلى الجنوب، ما يقارب من 500 عجلة مطاطية، كانت محل شبهة ، لتجهيزها لفعل تخريبي، كما أن سلسلة الأطلس البليدي، عرفت في العقدين الماضيين تقريبا، سلسلة تخريب ممنهجة في غاباته، و أنواعه النادرة من أشجار الأرز والصنوبر الحلبي، و الحياة البرية و المائية، مما قلص من المساحة المغروسة الغابية، ودفع ببعض الأنواع الحيوانية،إلى الفرار والاحتماء بتجمعات سكنية، ظهر فيها قرد" الماغو" على بيوت مواطنين بباب الرحبة وسط مدينة البليدة، وقضت على أنواع نادرة مثل النمس الذهبي، والضبع المخطط، و أثرت بشكل على مياهنا الباطنية، بفعل ظاهرة التصحر، والتي تؤكد الحقائق العلمية، أن الأشجار مصدرا أساسيا لجلب الأمطار، والقضاء عليها يعني تحويل المكان و العنوان إلى صحراء و أرض عارية خالية من الحياة.