+ -

عبر المخرج الجزائري مرزاق علواش عن امتعاضه لعدم توفير قاعات مجهزة لعرض الأعمال السينمائية التي تنتج سنويا، مبديا في هذا الحوار الذي خص به "الخبر"، عدم رضاه عن عرض فيلمه "العايلة" في قاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي ضمن فعاليات مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي.

 

حدثنا عن مشاركتك في مهرجان عنابة، وكيف كان شعورك وأنت تلتقي بجمهورك في الجزائر العميقة؟

حضرت في الطبعة الأولى للمهرجان في ثمانينيات القرن الماضي، وقتها ولدت هذه الفعالية كبيرة بمشاركة دولية كبيرة أيضا. في هذه الطبعة، تكلمت مع محافظ المهرجان على ضرورة دعوة مشاركين من جميع دول المتوسط، على أن تكون مشاركاتهم فعالة وتشكل إضافة نوعية لهذا الحدث، لا الحضور من أجل الأكل والشرب والترفيه. وقد التقيت بالجمهور، وتأسفت لكونه لم يتمكن من الدخول إلى قاعة المسرح الجهوي لمتابعة فيلم "العايلة"، لمحدودية الأماكن، كما أنني لم أكن راضٍ على عرض الفيلم هناك، والنتيجة أن الصوت والصورة كانا رديئين، وقد تحدثت عن مشاركتي في المهرجان في طبعته الأولى، وقتها، كانت توجد بالمدينة قاعتان أو ثلاث للسينما.

 

عرف عرض فيلم "العايلة" حضورا جماهيريا كبيرا، يعني هناك بالفعل جمهورا متعطشا للفن السابع، كيف يمكننا العودة إلى التقاليد السينمائية التي كانت راسخة في المجتمع في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي؟

الفيلم صورته سنة 2019 بعدما تابعت مظاهرات خرجت في شوارع العاصمة، وكان هناك من يصور تلك الأحداث بالهواتف والكاميرات الصغيرة، ثم جاءت التوقيفات بسبب الفساد، وهنا، دفعني حبي للسينما في توثيق ما يحدث، رغم أن الفيلم يحتوي على بعض المشاهد الكوميدية للفنانة حميدة أيت الحاج. أما العودة للتقاليد السينمائية التي كانت سائدة في مجتمعنا، فيكون بإعادة بعث مهرجان وهران، ومهرجان العاصمة، وأيضا تأسيس مهرجان في الجنوب، وكذا إعادة تهيئة وتجهيز القاعات السينمائية المتواجدة بالعشرات في أغلب المدن الجزائرية، أو إنجاز قاعات جديدة وتوظيف شباب يحسنون الاستقبال، كما يجب على الجمهور أن يتعود على دفع ثمن تذكرة الذهاب إلى السينما أو المسرح، وللأسف، جيل اليوم لم يعد يفرق بين مشاهدة فيلم في السينما أو التلفزيون.

 

أردنا معرفة جديدك، ما هو ومتى ستعرض للجمهور؟

أنهيت تصوير وتركيب فيلم "ما كان والو" بطولة حميدة أيت الحاج التي أبانت في فيلم "العايلة" عن موهبة كبيرة في التمثيل، علما أنها هي بالأساس مدرسة ومخرجة، ويتناول هذا الفيلم فئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث توجد زوجة تعمل في المسرح يعاني ابنها من مشكلة الإعاقة الحركية، وهي المتكفلة به لوحدها بعد أن فر زوجها من المنزل، فتلجأ لشرب "الخمر" كوسيلة للهروب من واقعها المرير. وأظن أن هذا الفيلم سيواجه صعوبات عند عرضه في الجزائر لوجود مشاهد مثل شرب المرأة للخمر، وهذا لا يتناسب مع مجتمعنا المحافظ، وحاليا، بصدد إكمال تركيب فيلم "الصف الأول" لسنة 2024، ويرصد حالة الشواطئ والاستحواذ على المساحات الأولى من قبل البعض دون الآخر، كما أشتغل على مجموعة من الأفلام بمعدل إنتاج فيلم كل سنة سأتركهم للأرشيف الخاص بي، فأنا سأغادر يوما ما؛ لكن أفلامي ستبقى.