قناة الجزيرة لم تشترط تصورا مسبقا لإنجاز فيلم جزائري

38serv

+ -

قال المخرج اللبناني، راني بيطار، مخرج الفيلم الوثائقي “فيلم جزائري”، الذي عرض مؤخرا لأول مرة ضمن فعاليات الأيام السينمائية بالجزائر، إن الفيلم الذي قدّم آراء مختلفة لمخرجين وسينمائيين جزائريين لم “يبن على مواقف مسبقة” سواء من الجهة المنتجة أو منه كمخرج مستقل. وأوضح المخرج اللبناني في حوار مع “الخبر”، أن الجزائر بلد خصب في المواضيع والصور البصرية التي يحتاج إليها أي مخرج لتصوير فيلم، وعاد إلى النقد الذي وجّهه السينمائيون الجزائريون في الفيلم إلى أن حال السينما الجزائر يرجع إلى إيمانهم بأن “الجزائر تحتاج الأفضل لما تتمتع به من إمكانيات بشرية ومادية”.- الجزائر بلد غني ويستحق الأفضل وهذا سبب انتقاد السينمائيين للأوضاع- لم نقص لخضر حامينا ولا أحمد راشديهذه ثاني زيارة لك إلى الجزائر، كيف اشتغلت في تصوير الفيلم؟ صور الفيلم بين باريس والجزائر، وكان القسم الأكبر منه في باريس، لأن قسم كبير من المخرجين والممثلين الجزائريين يعيشون في فرنسا، ولكن لم تواجهنا أية صعوبات كبيرة في التصوير في الجزائر، بل بالعكس خلال جولتي ولقاء المخرجين الجزائريين في شوارع العاصمة تعرفت كثيرا على جمال الجزائر وسحرها.لماذا لم نشاهد رأي مخرجين جزائريين كبار، على غرار أحمد راشدي والمخرج لخضر حامينا؟ هل تعمّدت إقصاءهم؟عندما طلب مني التحضير من طرف الجهة المنتجة لإنجاز فيلم عن السينما الجزائرية، كان السؤال الأساسي المطروح في البداية “كيف ننجز فيلما يتحدث عن السينما الجزائرية، ما هي الزوايا ومن هم الأشخاص”، وما أعنيه هنا هو أن الهاجس كان بخصوص البحث عن سينمائيين فاعلين في الجزائر، سواء مخرجين أو ممثلين أو منتجين عايشوا مختلف الحقبات التاريخية للجزائر من الستينيات والسبعينيات، مرورا بفترة العشرية السوداء حتى اليوم، وقد توفرت لدينا قائمة طويلة جدا من المخرجين والسينمائيين الجزائريين، وكنا جد مهتمين بأن يكون ضمن الفيلم رأي لأحد المخرجين الكبار، سواء في السن أو فنيا مثل راشدي وحامينا.يعني لم يتم إقصاءهم؟الحقيقة أثناء تواجدي في المرحلة الأولى من تصوير الفيلم في الجزائر، التقيت بحامينا في منزله ووافق على المشاركة في الفيلم، ولكن بسبب تأجيل تصوير الفيلم لثلاث مرات من أجل التنسيق في المواعيد، لأن الإنتاج لم يكن مفتوحا بالنهاية، بل كان لزاما علينا حصر المواعيد في أقل وقت، لتصويرها دفعة واحدة سواء في الجزائر أو فرنسا، بالنسبة لأحمد راشدي فعندما صورنا في باريس، حاولنا الاتصال به مرارا ولكن قيل إنه في إيطاليا، ولكن لم يكن هناك إقصاء لأحد في الفيلم، حتى الذين تشاهدهم في الفيلم لديهم مواقف مختلفة، حاولت أن أكون موضوعيا، لم يكن هناك موقف مسبق تجاه السينما الجزائرية. وقد اتجه الفيلم لتقديم رأي كل شخص بكل دقة، في النهاية ما جاء في الفيلم ليس رأيي، بل هو آراء من شاركوا فيه، أنجزت مقابلات مع 14 سينمائيا جزائريا من أجيال مختلفة، أنا أنقل ما يقول السينمائيون، لم يكن هناك مونتاج لتصريحات المشاركين، فقد حرصت على نقل كل تصريح بأمان، والنقد عامل مشترك لدى الدول العربية، ليس فقد في الجزائر بل في تونس ومصر ولبنان، وأعتقد أن الجزائر بها إمكانيات أكبر بحكم طاقاتها البشرية والمادية، لهذا السبب هم ينتقدون لأنهم يريدون أن تكون الجزائر في مكان أفضل.هل صدمت بالحقيقة؟ صدمت في بداية التصوير، لأنني لم أكن أعلم الكثير عن السينما الجزائرية بسبب عدم وجود تبادل ثقافي بين الدول العربية، فلم أشاهد الكثير من الأفلام الجزائرية، وأثناء عملية البحث اكتشفت أن السينما الجزائرية أنجزت الكثير من الأعمال في منتصف القرن الماضي، لهذا حصر الفيلم على تقديم معالجة ثلاثة محاور أساسية هي “هل هناك سينما جزائرية وماذا يعني فيلم جزائري وكيف أصنع فيلم جزائري”، وقد قرأت العديد من المقابلات للمخرجين الجزائريين الموجودين في الفيلم، وقد كان لدي تصور كيف ستكون نهاية الفيلم، ولكن لم أجعل من تصوري المسبق يسيطر على الفيلم.الفيلم منتج لقناة الجزيرة، وكلنا نعرف مواقفها المسبقة تجاه الجزائر، هل أثّر ذلك على الفيلم وكيف؟بصفتي مخرج مستقبل، وصراحة عندما جاءني العرض من الجهة المنتجة، حاولنا البحث عن ماهية السينما الجزائرية، وكتبت الفكرة وتم الموافقة عليها دون أي تعديل، حتى عندما أرسلنا الفيلم كانت هناك بعض الملاحظات على الجانب التقني وليس في المضمون، ولا أعلم متى يعرض الفيلم على قناة الجزيرة، وأقول بصفتي كمخرج مستقل إنني أكتشف خلال إنجاز هذا العمل أن الجزائر بلد يتطلب الكثير من العمل وهي غنية بصريا وبالمواضيع.هل يعيش المخرج المستقبل في العالم العربي في أمان؟ بالنسبة لتجربتي وبعض السينمائيين من زملائي في بيروت، دائما لدينا هذا التساؤل، كيف سيكون حالي عندما يتقدم بي العمر، حيث نواجه دائما هذا الصراع الداخلي والصراع الثاني، الذي نواجهه كمخرجين مستقلين هو بين ما نحب وبين ما نعمله، أحيانا أنت تقبل بمشاريع لقنوات معينة من أجل المادة ومن أجل تأمين لقمة العيش، هذا يجعلنا نتأخر لإنجاز الأشياء التي نحب إنجازها، ولكن أسعى دائما لكي يكون لدي هذا التوازن من أجل إنجاز أفلام أحبها، في النهاية “فيلم جزائري” اشتغلت عليه باسمي وحاولت أن أحقق ذاتي وتجسيد طريقتي في العمل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات