"محتجو ورڤلة أعادوا ما قام به أسلافهم في بسكرة والوادي سنة 1904"

38serv

+ -

اعتبر المختص في علم الاجتماع السياسي والتنمية، الدكتور عمر أوذينية، أن ظاهرة خياطة الفم تعتبر طريقة جديدة في مقاومة التغييب الاجتماعي ومقاومة ممارسات السلطة، مؤكدا أن الظاهرة ليست جديدة، إذ سبق لسكان من ولايتي بسكرة والوادي أن قاموا بخياطة أفواههم احتجاجا على السياسة الاستعمارية، وضد الحاكم العسكري الذي حرمهم آنذاك من كافة حقوقهم.واعتبر الدكتور أوذينية، في تصريح لـ”الخبر”، أن الاحتجاجات في الجزائر بدأت فعلا تأخذ أشكالا جديدة للتعبير عن رفض السياسات الاجتماعية الممارسة من قبل السلطات العمومية والمحلية، ومن بين هذه الطرق خياطة الفم، وفي هذا الإطار يؤكد عالم الاجتماع عمر أوذينية أنها تعبير عن رفض الحوار مع السلطة الذي لم يعد مجديا، بمعنى “أن السلطات تعد ولا تفي، ولذلك يجب غلق باب الحوار”.ويعتبر هذا الأمر، حسب محدثنا، بداية تحوّل إلى عصيان مدني، كون طرق الحوار واستيعاب الاحتجاجات بمختلف الطرق السلمية أصبحت عبارة عن تأجيل للاحتجاج الاجتماعي الجذري، كما يعد هذا، حسب ذات المتحدث، تغييرا في طرق التفكير في مواجهة السلطة.   ودعا عالم الاجتماع، الدكتور أوذينية، إلى ضرورة فتح الحوار مع هذا الشكل من الاحتجاجات، وقول الحقيقة للمواطنين، إذا أرادت السلطة الاستقرار والابتعاد عن الممارسات البيروقراطية.تعليقات الفايسبوكيين على حادثة خياطة الأفواه بين التضامن والمعارضة فجّر موضوع احتجاج بطالين، عن طريق خياطة أفواههم بورڤلة، موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، وتباينت التعليقات بين متضامن مع المحتجين، وبين معارضين لهذه الطريقة في مطالبة هؤلاء البطالين بالشغل.  وقد كتب أحدهم “إرادتكم عاطلة”، قاصدا بها البطالين المحتجين، كونهم لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن عمل في القطاع الخاص، ولجأوا إلى خياطة أفواههم للحصول على منصب عمل محترم، بينما قال آخر “يستناو الكتاب الأخضر الجديد”، في إشارة منه إلى الدستور، عله “يخلق مناصب عمل للشباب البطال”.  كما علقت فايسبوكية ساخرة “هههه العزة والكرامة”، ووافقتها أخرى حين كتبت أيضا “بلاد العزة والكرامة”، مرفقة تعليقها بصورة لاسقة تظهر تعجبها من وضعية هؤلاء البطالين في دولة بترولية.  وفي المقابل، رفض آخرون الطريقة التي يحتج بها هؤلاء، والتي لن تشد نظر الحكومة لحل مشكلتهم، فقد علق أحدهم على الموضوع بالقول: “ياو ولاه وتخيطو رواحكم، الدولة راهي تستقبل في رئيس بلدية وحراس حضائر السيارات في فرنسا معندهاش الوقت”، أما آخر فكتب “هذه هي الجزائر لا أحد يسمع بيك، تجيبها كان في روحك”، أما آخر فكتب “واحد ما سامع بيكم.. راهم مشغولين”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: