تونس تستعد لمواجهة تداعيات حرب محتملة في ليبيا

+ -

قررت الحكومة التونسية، أمس، تشكيل لجان جهوية في الولايات الجنوبية الشرقية من البلاد لاتخاذ إجراءات احترازية للتعامل مع أي تطورات استثنائية قد تقع في ليبيا.وأمر رئيس الحكومة الحبيب الصيد ولاة الولايات الجنوبية الشرقية، بالاستعداد وإعداد خطة عمل على مستوى كل ولاية، وأوضح بيان لرئاسة الحكومة أن الصيد حث السلطات في الولايات المذكورة على التنسيق والتكامل فيما بينها لضمان عمل أحسن للجان.وستعمل اللجان الجهوية في الجنوب الشرقي لتونس مع لجنة وطنية شكلت، قبل يومين، عقب اجتماع لخلية التنسيق الأمني والمتابعة.وتخشى تونس من تطاير شظايا الأزمة الأمنية في ليبيا لتصل إلى أراضيها، خاصة مع تصاعد خطر تنظيم الدولة الإسلامية ”داعش” والحديث المتزايد عن نية التنظيم المتشدد نقل نموذجه في العراق وسورية إلى ليبيا.من جانبه، وصف الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، التدخل العسكري المحتمل في ليبيا بـ ”أغبى القرارات الممكنة وأكثرها تكلفة إنسانيا واقتصاديا وسياسيا”، معتبرا أن طبول الحرب تُقرع على الحدود الجنوبية لتونس، وأن بلاده تستعد لاستقبال ”موجات لا يعلم حجمها ومداها من الجرحى واللاجئين إلّا الله، بسبب قرار قد يكلف المنطقة والغرب نفسه الكثير”.وكتب المرزوقي على صفحته الرسمية بفايسبوك، أمس، تدوينة تحت اسم ”لا لأيّ تدخل عسكري غربي في ليبيا”، متحدثا عن أنه من الغريب أن تملك الدول العظمى ”ما لا يحصى من وكالات الاستخبارات ومعاهد البحث وكبار المختصين”، ومع ذلك تتخذ مثل هذا القرار، مقدما في هذا الصدد مثال التدخل الأمريكي في أفغانستان والعراق وما نتج عنه.وأضاف المرزوقي أن أكبر ضحية للتدخل العسكري في ليبيا ستكون تونس، وثاني ضحية ستكون صورة الغرب و”قد أصبحت مقرونة أكثر من أي وقت مضى في ذهن الشباب العربي والمسلم بالحملات العسكرية في أرض العرب والمسلمين، ودعم الاستبداد في كل أرجائه. أما الضحية الثالثة، فهي ”أمن الغرب القومي”، لافتا إلى أن الدول الغربية ”ترّسخ في ذهن الأجيال الناشئة الصورة التي تبحث عنها داعش في وجه من تسميهم الصليبيين الجدد”.وتابع المرزوقي أن هذا التدخل، إن حصل، سيكون الهدية الملكية من الغرب لداعش، مشدّدا على أن الضربات العسكرية لا تقضي على الأفكار، وأنه لا يقهر هذه الأخيرة إلّا الأفكار، ولا يقضي على مشاريع ”داعش” إلّا مشاريع أكثر جاذبية وإغراء، وأن الحل الوحيد هو ”تقوية الدولة الليبية وإعانة المنطقة برمتها اقتصاديا لتقف أخيرا على رجليها وترك سكانها يحلون مشاكلهم، ومنها الأمنية، لأن أهل مكة أدرى بشعابها”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات