مشاريع قيد الإنجاز وحفل اختتام مجهول المعالم

38serv

+ -

تعيش قسنطينة خمولا ثقافيا لا يعكس ما تبقى من وقت لتحضير اختتام مشرف لهذه السنة التي كانت فيها قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، حيث تتوقف عديد المشاريع في نسبة إنجاز لا تسمح لها بأن تكون جاهزة قبل 16 أفريل القادم، فيما لايزال الجانب الثقافي غامضا وباهتا بمختلف الدوائر على مسافة شهرين من الاختتام، ما يطرح عديد التساؤلات عن عدم وجود خطوط عريضة للبرنامج الختامي، في حين بدأ العد التنازلي لإسدال الستار على التظاهرة. أمرت السلطات الولائية مختلف القطاعات بالإسراع في إتمام كافة المشاريع التنموية التي برمجت في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وتسليمها جاهزة قبل نهاية شهر مارس القادم لتحتضن الفعاليات المبرمجة لاختتام الحدث، والتي سيكون أغلبها بالمدينة الجديدة علي منجلي، غير أن الأرقام والإحصاءات المقدمة تشير إلى أن عديد المشاريع المهمة لن تسلم في الآجال المبرمجة، ومن الممكن أن تستمر عمليات الإنجاز إلى ما بعد التظاهرة أو لسنوات أخرى، على غرار ترميم التراث المحفوظ وبعض الزوايا والمساجد التي تحتاج إلى وقت كبير نظرا لطبيعة الأشغال الدقيقة والحرفية بها، علما أن الأشغال انطلقت في بعض المشاريع من مجمل 70 عملية مسجلة، ولكن بوتيرة محتشمة.مديرية التجهيزات العمومية مطالبة بتسليم بقية المشاريعسلمت مديرية التجهيزات العمومية 4 مشاريع قبل انطلاق التظاهرة في 16 أفريل 2015 من أصل 17 مشروعا، ويتعلق الأمر بقاعة العروض الكبرى أحمد باي ”الزينيت”، قصر الثقافة الخليفة، المسرح الجهوي، بالإضافة إلى دار الثقافة مالك حداد، أما باقي المشاريع فقد تعطل إنجازها لأسباب إما إدارية أو عراقيل مختلفة، على غرار مشروع متحف الشخصيات والوجوه التاريخية المقرر إنشاؤه في مدرسة ابن باديس بشارع العربي بن مهيدي المتعارف على تسميتها ”المدرسة”، الذي شهدت الأشغال به عدة عراقيل ومشاكل مع المقاولات المنجزة بادئ الأمر، لتمنح أخيرا لمقاولة جزائرية تشرف حاليا على الأشغال التي بلغت نسبتها 80 بالمائة، حسب رئيس المصلحة المعنية بمتابعة مشاريع عاصمة الثقافة العربية في مديرية التجهيزات العمومية، فيما بلغت نسبة الأشغال بمركز الفنون المبرمج في مركز الولاية القديم 85 بالمائة بسبب طبيعة أشغال الترميم الصعبة وبروز أشغال إضافية مفاجئة، بالإضافة إلى عدم وجود مخططات، كلها عوامل أدت إلى عدم استلامه كما كان مخططا له. أما فيما يخص دور الثقافة الست المزمع إنجازها بالبلديات، فقد ذكر المتحدث ذاته أن نسبة تقدم الأشغال في مجملها 70 بالمائة ما عدا دار الثقافة بزيغود يوسف التي تبلغ الأشغال بها 25 بالمائة، حيث عرفت تأخرا نظرا لوجود عوائق تقنية بالأرضية المخصصة لها.بسبب العراقيل التي شهدتها.. مشاريع لاتزال بعيدة المنالوفيما يخص متحف الفن والتاريخ فقد أسند بادئ الأمر إلى مجمع بلجيكي فرنسي، وأدى تأخر مكتب الدراسات الجزائري في تسليم الدراسة الخاصة بالمشروع إلى سحبها منه وتحويلها لشركة ”ألتونا إي أوريا” الإسبانية التي كانت مكلفة بالإنجاز فقط، لتصبح مكلفة بالإنجاز والدراسة، إلا أن ذلك لم يساهم في تقدم المشروع كثيرا، لتسحب الصفقة منها لعدم تقدم الأشغال به التي لم تتجاوز إنجاز الأرضية الخرسانية أي 5 بالمائة. كما أن استلام مشروع دار الحرفيين بشارع فرنسا لايزال بعيدا، خاصة أن نسبة تقدم الأشغال به لم تتعد الـ35 في المائة، نظرا لوجود عراقيل تقنية كبيرة، حيث إن تحاليل الخرسانة التقنية أثبتت عدم نجاعتها لاستيعاب المشروع، واستوجب الأمر الحصول على موافقة للمخطط الجديد من طرف هيئة الرقابة التقنية، لتنطلق به الأشغال من جديد.الشيء نفسه بالنسبة للمكتبة العليا الحضرية بباب القنطرة، حيث ظهرت بأرضية المشروع معالم أثرية، ما أدى إلى تدخل الجهات المعنية لوقف الأشغال. وقد أفادت بعض المصادر بأن أربعة أجزاء من البناية تم الانتهاء منها، ولم يتبق إلا جزءان فقط ينتظران انتهاء أشغال تدعيم طريق زعموش التي تقوم بها شركة ”سيرو ايست” مع مؤسسة ”جيو ماغ” بعد انهيار جزء من الطريق، حيث أشار محدثنا إلى أن نسبة تقدم الأشغال قد بلغت 65 بالمائة بعد الانتهاء من إنجاز الهيكل، حيث لم تبق سوى أشغال التغطية والتجهيز.مخططات لبرامج الاختتام في مرافق لم تسلم بعدأسرّت مصادر مطلعة لـ”الخبر” بأن عديد المسؤولين بالمديريات التنفيذية تحت المجهر، على خلفية عدم تقدم أشغال بعض المشاريع، على غرار مشروع متحف الشخصيات التاريخية لقسنطينة ومشروع إنجاز مركز الفنون بالمقر القديم للولاية وسط المدينة من المؤسسة المكلفة، الذي توقفت به الأشغال بسبب تأخر حصول الشركات المنجزة على مستحقاتها وعدم تمكن مسؤولي الورشات من تسديد أجور العمال، حيث اختلفت كل من مصالح الخزينة العمومية ومديرية التجهيزات العمومية آنذاك في وجود وضعيات مالية عالقة لهذه المؤسسات من عدمه.ومن المنتظر أن يحتفي شهر أفريل المقبل وتزامنا مع اختتام فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، بمجموعة من المنجزات الجديدة بالمدينة، مع برمجة العديد من الأنشطة، حيث من المقرر أن يحتضن مسجد الأمير عبد القادر ملتقى دينيا عربيا، التزمت وزارة الشؤون الدينية بتمويله، على أن ينتهي إنجاز المرفق قبل نهاية مارس، مع تجهيزه بنظام حراسة ومراقبة عن طريق الكاميرات. كما ينتظر أن تسلم مدرسة الشيخ عبد الحميد بن باديس في الآجال ذاتها، إضافة إلى مشروع المكتبة الحضرية بباب القنطرة وكذا المكتبة الولائية ومركز الفنون، فضلا عن المسجد الأموي والمركز الثقافي الإسلامي بالمدينة الجديدة علي منجلي، المشروع المسجل منذ سنة 2005. إلى جانب هذا، من المبرمج أن يدشن ملعب بن عبد المالك رمضان رسميا في شهر أفريل ويحتضن منافسة رياضية ذات بعد عربي.قبيل 60 يوما من الاختتام.. التحضيرات للحفل لم تنطلق بعدظهرت تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية مع بداية سنة 2016 بصورة باهتة وضعيفة وهي على مشارف الاختتام الذي انطلق عده التنازلي، ويبدو أن سياسة التقشف وترشيد النفقات قد أثرت عليها بشكل كبير ووقفت حاجزا أمام تحقيق بعض الفعاليات المبرمجة خلال 60 يوما الأخيرة.               كشف كل من الديوان الوطني للثقافة والإعلام ومحافظة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لـ«الخبر”، أن الصورة الأخيرة لحفل الاختتام لم تظهر بعد، وقد تم تدوين بعض الأفكار ولم تتضح خطوطها العريضة، بينما لا يفصل عن نهاية التظاهرة سوى شهرين، في حفل سيكون رسميا ويحمل تمثيلا عربيا، وهو عكس ما كان في حفل الافتتاح الذي استغرق قرابة 6 أشهر من أجل تحضيره، وهو مؤشر على أن الاختتام سيكون بسيطا، على غرار الفعالية في أيامها الأخيرة، وتبدو كأنها انتهت وانطفأت. بينما أكد مدير الإعلام بمحافظة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، كمال بلقاسم، من جهته، أن حفل الاختتام يتم التحضير له حاليا ورقيا بمجموعة من الأفكار، لم تتضح معالمها بعد.الأسابيع الثقافية شهدت جمهورا جد محتشمعرفت الأسابيع الثقافة المحلية والأيام العربية التي احتضنتها قاعة العروض الكبرى ”أحمد باي” بقسنطينة تمثيلا عربيا ضعيفا من حيث البرنامج والنشاطات المقدمة، وغاب البعض عنها ولم تستقطب الجمهور، الأمر نفسه بالنسبة للأسابيع الوطنية التي ظلت رغم البرنامج الثري الذي قدمته دون جمهور بسبب وجود قاعة العروض الكبرى خارج وسط المدينة وصعوبة العثور على وسيلة نقل للوصول إليها، كما أن افتتاح الفعاليات كان يتم في ساعات متأخرة من المساء لا تسمح بالتحاق سكان البلديات الأخرى التي كانت خارج نطاق هذه الفعالية العربية، في حين أن بعض السهرات خارج البرنامج الخاص، والتي كانت قسنطينة محطة فيها لمهرجانات عربية كجميلة وتيمڤاد استقطبت الكثير من الشباب، على غرار حفل الشاب خالد. واستوفت قاعة العروض الكبرى ”أحمد باي” برنامجها العام المسطر للتظاهرة، حسب مدير الاتصال والتسويق بديوان الثقافة والإعلام، سمير مفتاح، منها البرنامج العربي، حيث ستكون آخر فعالية في إطار التظاهرة أيام الولايات المتحدة الأمريكية، فيما لاتزال 5 أسابيع محلية ستختتم البرنامج، منها أسبوع قسنطينة والعاصمة. وأضاف المتحدث أنه تم تنظيم منذ بداية الفعالية وإلى غاية الشهر الأخير من سنة 2015 ما يعادل 122 عرض فني، إلى جانب مختلف النشاطات والفعاليات، فيما كشف مشرف ”أماسي سيرتا للشعر”، يخلف عبد السلام، التي تحول اسمها إلى ”ليالي الشعر العربي”، عن الأمسية الأخيرة التي ستجمع فحول الشعر العربي شهر مارس القادم.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات