زبائنها الأوفياء من أصحاب "الكريدي"

+ -

 مضت عشرون سنة منذ أن فتح العم بشير محله لبيع المواد الغذائية في أحد أزقة حي القبة في العاصمة، المحل الذي مكنه من تربية أبنائه الذين تخرج جميعهم من الجامعات وأصبحوا إطارات، قبل أن يقرر بعد طول تردد التخلي عن نشاطه وتأجير المحل لأستاذ حوله إلى فضاء للدروس الخصوصية.. والسبب تراجع مداخيل المحل.كان محل العم بشير لسنوات مقصد أبناء الحي، لكن مع بداية انتشار محلات “السوبر ماركت”، ومن بعدها المراكز التجارية الكبرى، تراجع الإقبال على محله الذي أصبح ملجأ أبناء الحي فقط من أجل اقتناء أشياء بسيطة، يقول محدثي: “التهديد بدأ مع افتتاح جاري لسوبيرات أصبحت تستقطب أغلبية سكان الحي، ولم يكن هناك مجال للمنافسة فاضطررت لتأجير المحل”.وإن كان العم بشير قد اضطر لتغيير نشاطه، لايزال علي يقاوم في حي بلوزداد الشعبي، يقول محدثي الذي ورث المحل عن والده “مداخيل المحل لم تعد أبدا كما في السابق، الزبائن اليوم وقعوا تحت إغراء ما تقدمه المراكز التجارية، ونحن لا نستطيع مجاراتها. بالنسبة لي أحاول التكيف بتغيير ديكور المحل من حين لآخر، واقتناء سلع أخرى مثل الفواكه والخبز وغيرها، لكن يبقى الإقبال محدودا بالمقارنة مع السنوات السابقة، لكن نقول الحمد لله الرزق على ربي”. ولم يختلف رأي إلياس بساحة الشهداء، الذي قال إن حاله ربما أفضل من حال غيره، فهو موجود في وسط حي شعبي “مازال زبائني أوفياء لمحلي، مع أن ديكوره قديم ولا تسمح مساحته إلا بوقوف شخصين في المدخل، لكن بالطبع ليس لديهم خيار فالمراكز التجارية لا تفتح لهم سجلا لاقتناء السلع بـالكريدي”.وهو نفس وضع جاره محمد الذي فضل أن يسمي محلات البقالة بالمنقذ، “فهي بالنسبة للزبائن اليوم الملجأ لاقتناء السلع في آخر لحظة، وليس لملء القفة، كما أنها خيار أصحاب الدخل المتوسط والضعيف، فللمراكز التجارية ناسها”، يقول محدثي.وإذا كان إلياس يقاوم من أجل البقاء، فجاره محمد يفكر حقا في تغيير نشاطه “الوضع صعب، لا يمكنني أن أتحمل أكثر اللهث وراء الزبائن كل نهاية شهر لتحصيل ثمن ما اقتنوه وأجلوا الدفع، أنا أيضا لدي عائلة وأطفال، أفكر حقا في تغيير النشاط، أظن أن الحل الأمثل هو تحويله إلى محل لبيع الأكل السريع”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: