+ -

شددت السلطات العسكرية المكلفة بتسيير الحدود البرية من الإجراءات الأمنية والعسكرية، على طول الحدود مع ليبيا، على مسافة تقارب 1000 كلم، مع اتخاذ إجراءات وتدابير “استباقية” تحسبا لأي طارئ مرتبط بتدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا. قال مصدر أمني لـ”الخبر” إن هيئة أركان الجيش وقيادة الدرك الوطني راسلت قياداتها بولاية إليزي، في إطار تبني إستراتيجية أمنية جديدة تهدف إلى تأمين الحدود الجنوبية والشرقية للجزائر مع ليبيا، وتحديدا بمناطق الدبداب وجانت وطارات، وتفرض التزام أقصى درجات الحذر في التعامل مع الجانب الآخر من الحدود، بالتوازي مع استنفار نحو 20 ألف عسكري على الحدود مع ليبيا ومثلهم مع مالي.وأضاف نفس المصدر أن القوات الأمنية المختلطة من الجيش والدرك المتمركزة قرب الحدود مع ليبيا منذ فترة، اتخذت جميع التدابير اللازمة لمواجهة أية تهديدات محتملة، كهروب عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ”داعش” الذي تمكن من السيطرة على عدة مدن ليبية إلى الجزائر هربا من العمليات العسكرية الأمريكية، وتدفق اللاجئين من ليبيا والفارين من الاقتتال والأوضاع الأمنية المتدهورة، من خلال تعزيز المنطقة العسكرية العازلة وعبر نشر عدد من الوحدات العسكرية بخط ثان وترتيبة دفاعية مجهزة بالمعدات والمستلزمات الضرورية للتدخل في صورة حدوث أي طارئ.وشملت الإجراءات الأمنية الجديدة المتخذة، التكثيف من المراقبة البرية والجوية بمعدل 100 طلعة جوية يوميا عبر بعض المحاور والمسالك الوعرة في الصحراء التي تستخدمها عادة مافيا التهريب والإرهاب، خوفا من أية عملية تسلل، وكذا مضاعفة وحدات الأمن والتدخل التابعة للدرك والجيش، ورفع مستوى اليقظة بالمراكز المتقدمة على طول الشريط الحدودي، حيث تسهر هذه الفرق، من خلال مؤهلاتها العالية وقدراتها القتالية، على ضمان التدخل السريع والتأقلم مع أي طارئ، في حالة حدوث أي محاولة لخرق الحدود من طرف مسلحين أو أي اعتداء مهما كان نوعه.يذكر أن قوات الجيش الوطني الشعبي شرعت، مؤخرا، في عملية إقامة سواتر ترابية وحفر خندق بين الحدود الجزائرية المالية والليبية المغلقة منذ ما يقارب سنتين، لحماية البلاد من خطر المهربين والإرهابيين، وتضييق الخناق عليهم، خاصة تنظيم داعش الإرهابي الذي أصبح على بعد كيلومترات قليلة عن الحدود الجزائرية.وبالمناطق الجنوبية الشرقية، استنفر الجيش وحداته، وتحركت بعض القوات العسكرية من مواقعها تماشيا مع مستجدات الوضع الليبي وتحسبا للتعامل مع أي طارئ من شأنه أن يمس بأمن حدودنا تحت أي ذريعة كانت.وأوضحت مصادر مطلعة أن قائد الناحية العسكرية الرابعة والقائد العام للدرك الوطني تفقدا، منذ يومين، مناطق أقصى الحدود الشرقية بجانت وتمنراست، أي قبل الضربة الأمريكية لصبراتة بيوم واحد.وأشارت ذات المصادر أن جاهزية وحدات الجيش في تلك المناطق في أقصاها، حيث تحرك أفراد بعضها باتجاه الحدود حيث المعابر والمسالك التي تخضع للمراقبة المشددة منذ أشهر، خاصة على مستوى خنقة أناي بين حدود جانت وغات الليبية، وكذلك معبري الدبداب وعين أمناس المغلقين منذ نحو عام.وأضافت ذات المصادر أن الجيش عمد إلى زيادة عدد الدوريات التي تنطلق من القطاع العملياتي بولاية إليزي بمنطقة الدبداب، وتجوب كامل العرق الشرقي حتى تصل منطقة دوار الماء الحدودية بولاية الوادي، ويقودها ضباط كبار في الجيش، حيث تقضي هذه الوحدات والمفارز أياما عديدة متنقلة عبر مناطق رملية وصعبة المسالك على مستوى غرد الباقل وبئر إحمد والبرمة ولحرش وبئر الذر واميه نصر، بغية اعتراض المجموعات الإرهابية التي تترصد المنافذ للتسلل إلى داخل الحدود الجزائرية.وأكدت نفس المصادر تكثيف الجيش، على طول امتداد الحدود الليبية والتونسية التي تزيد عن الألف كيلومتر، من دوريات المشاة والطلعات الجوية وتفتيش دقيق للأجانب بمراكز العبور والحواجز الأمنية، خصوصا اللبيبين منهم، وتبادل المعلومات والتنسيق المشترك مع الجانب التونسي.كما تتواصل عمليات تشييد مراكز المراقبة القارة وحفر السواتر الترابية وإقامة سياج شائك في بعض المناطق الخطيرة، بغية ضبط المتسللين من مهربين وتجار سلاح وجماعات إرهابية، حيث تم القبض على العديد من هذه العصابات في الأشهر الأخيرة. كما بوشرت إجراءات أمنية ميدانية مشددة في إطار إعادة انتشار وحدات الجيش والأسلاك المشتركة، لحماية الممتلكات والأشخاص والمنشآت الاقتصادية والشركات النفطية العاملة بالجنوب الشرقي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات