"الجزائر جاهزة لمواجهة تبعات تدخل عسكري دولي في ليبيا"

+ -

 قال الضابط السامي السابق في جهاز المخابرات، محمد خلفاوي، إن الضربات الجوية الأمريكية ضد أهداف في ليبيا تعد تمهيدا لتدخل عسكري دولي.وقال في تصريح لـ”الخبر”، أمس، “تريد أوروبا وحلفاؤها في أقرب وقت وقف موجات الهجرة خوفا على وحدتها، وهزيمة الجماعات الإرهابية المتواجدة هناك والتي تهدد مصالحها، ولهذا تستعجل الحل العسكري في ليبيا”، مضيفا “إن الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد قد يجنب البلاد تدخلا أجنبيا جديدا”. وتابع: “إذا كان الليبيون في مستوى عال من الوعي بخطورة الوضع، فسيسارعون إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتوحيد الجهود لمكافحة التنظيمات الأصولية والقضاء على الملاذات الآمنة لهذه التنظيمات التي تتغذى من فراغ السلطة”.وبخصوص التأثيرات المحتملة لتدخل عسكري دولي على الجزائر، قال الضابط السابق في جهاز المخابرات، “قد نشهد عمليات نزوح نحو الجزائر، مع وجود احتمال لتسلل إرهابيين وسط اللاجئين، وهروب بعض العناصر من تنظيم داعش من ليبيا ومحاولة التمركز على أراضينا تمهيدا للقيام بهجمات في إطار ما يعرف بالفوضى الخلاقة، لكن السلطات الجزائرية تأخذ هذا السيناريو في الحسبان”. كما يرى خلفاوي أن “للجزائر خبرة في التعامل مع موجات اللجوء، حيث استقبلت لعقود لاجئين من الحرب في مالي والنيجر وليبيا ذاتها”.وأشار خلفاوي إلى أن تواجد قوة حلف الأطلسي في ليبيا يطرح مع ذلك تحديات إستراتيجية للجزائر على المدى المتوسط. موضحا: “ما نخشاه حربا طويلة الأمد، فالحرب نعرف متى تشتعل لكن لا أحد يعرف متى تنته”. مضيفا: “هذه الحرب ستؤدي إلى تفكك ليبيا ونشوء مناطق للحكم الذاتي في هذا البلد، وهذا أمر لا تقبل به الجزائر”.ونفى الضابط المتقاعد من جهاز المخابرات أن يكون التدخل العسكري الأمريكي بيانا على ضعف الموقف الجزائري الرافض للتدخل العسكري الخارجي لليبيا، موضحا: “لقد عبرت الجزائر عن موقفها المعارض بصراحة ودعت لحل سياسي داخلي ودعم مؤسسات الدولة الليبية ومنها الجيش، لكن ما العمل إذا كانت حكومة ليبيا من استنجد بقوة أجنبية لمساعدتها؟ شاهدنا ذلك في مالي ودول أخرى.وفي سياق الأزمة الليبية، أدانت الحكومة الليبية المؤقتة، في بيان لها، قيام سلاح الجو الأمريكي بتوجيه ضربات لمدينة صبراتة، يوم الجمعة، من دون التنسيق معها، وأكدت أنها تشكل “انتهاكا صارخا” لسيادة ليبيا.ودعت الحكومة الليبية المؤقتة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ومساندة الدولة الليبية في حربها ضد الإرهاب. وأشار بيان الحكومة الليبية إلى أنها حذرت المجتمع الدولي من تمدد خطر تنظيم “داعش” الإرهابي والجماعات المتحالفة معه على الأراضي الليبية “ما بات يشكل خطرا حقيقيا” ليس على ليبيا وحسب وإنما على المنطقة ككل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات