شانون يلتقي بوشوارب وبلعايب ومسؤولي الجهاز الأمني

+ -

بحث توماس شانون، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، أمس، مع وزيري الصناعة والتجارة، عبد السلام بوشوارب، وبختي بلعايب، فرص استثمار جديدة للأمريكيين خارج مجال المحروقات. والتقى قبيل سفره إلى بوركينافاسو، بمسؤولين من جهاز الأمن، وتطرق معهم إلى تهديدات الإرهاب وبالخصوص خطر “داعش” بالمنطقة. ذكر مصدر سياسي لـ”الخبر” أن لقاء شانون بالوزيرين، في ثاني وآخر يوم من زيارته إلى الجزائر، جرى حول مأدبة غداء، وتناول تطوير الاستثمارات الأمريكية في الميادين التي تشهد مشاريع متقدمة، كقطاعات الميكانيك والفلاحة وقريبا المواد الصيدلانية.وبعكس محطتي الرباط وتونس في بداية جولته بالمنطقة، لم يكتف شانون بالحديث عن الأمن وتهديدات الإرهاب مع الجزائريين، وإنما أيضا عن البزنس والاقتصاد والتجارة. ويفسر ذلك، أمريكيا، بأن الجزائر لا تختصر في بئر نفط ولا في تبادل المعلومات حول الإرهابيين، وهي الصورة النمطية المكرسة عن نوعية ومستوى العلاقات الجزائرية الأمريكية. وكانت قضايا التجارة والمؤسسة والمقاولات موضوع لقاء قصير بين شانون ومجموعة من رجال الأعمال في المساء. كما التقى شانون مع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول الإفريقية، عبــــــد القادر مساهل.ومعهود في السياسة الخارجية الأمريكية أن أي مسؤول من وزارة الخارجية يبدي اهتماما بالاقتصاد والتجارة في أي بلد يزوره، يكون ذلك عاكسا لاهتمام من جانب مستثمرين أمريكيين، ووجود قناعة لديهم بتوفر فرص الاستثمار في هذا البلد.وفي نظر متتبعين، فمحطة الجزائر هي الأكثر أهمية في زيارة مساعد جون كيري إلى منطقتي المغرب العربي والساحل الإفريقي. ولا يعرف الكثير عن اجتماع شانون بمسؤولين بالأمن الجزائري، الذي جرى في إطار عنوان كبير هو مخاوف الولايات المتحدة وحكومات المنطقة من توسع رقعة “داعش”.وتأتي زيارة شانون في سياق جدل حاد، خلفته الغارة الأمريكية على مواقع مفترضة للتنظيم الإرهابي بصبراتة في ليبيا، واحتجاج حكومة البلاد على تعمد الولايات المتحدة خرق سيادة ليبيا. وأظهرت الجزائر، حيال هذا التدخل العسكري، تحفظا وإن كان بعبارات محتشمة من قبيل “الجزائر تفضل أن تتم محاربة الإرهاب في ليبيا في إطار احترام سيادة وأمن واستقرار هذا البلد”. يعني كلاما فضفاضا يقدم عادة للاستهلاك الداخلي، يترجم في الحقيقة عجز الحكومة عن التأثير في الأحداث الجارية في بلدان تمثل عمق الجزائر أمنيا، كمالي وليبيا.ويلتقي السفير شانون، اليوم، بواغادوغو، رئيس بوركينافاسو، مارك كريستيان روشي كابوري، ورئيس الوزراء، بول كابا تييبا، والوزير المكلف بالأمن الداخلي ووزير الخارجية، زيادة على رئيس البرلمان.ويجتمع الأربعاء بباماكو بالرئيس إبراهيم بوبكر كايتا، ووزير الخارجية ووزير الوحدة الوطنية وإعادة بناء شمال مالي، ووزير العدل وحقوق الإنسان والمصالحة الوطنية. وفي هاتين المحطتين، اللتين تمثلان أكثر بلدان الساحل هشاشة، وقبل عودته إلى واشنطن، سيتطرق شانون حصريا إلى المخاطر التي يتعرض لها البلدان من طرف تنظيم القاعدة وتحالفها من جديد مع مختار بلمختار، وفروعها التوحيد والجهاد وأنصار الدين ومدى احتمال قيام “حلف مقدس” مع الأخطبوط “داعش”.وترى واشنطن أن الوضع بالمنطقة خطير إلى درجة تستدعي تنقل مسؤولين بارزين إليها للقاء قادة هذه البلدان والمؤثرين فيها. والهدف من رحلة شانون هو جس نبض هذه الدول بخصوص شن ضربات جوية على مواقع “داعش” في ليبيا، دونما أن يتطور ذلك إلى حملة برية، لاعتقاد واشنطن أن ذلك لن يكون في مصلحتها. ولكن استشارة قادة بلدان الساحل لا تعني طلب موافقتها على التدخل العسكري.وتشترك واشنطن مع الجزائر وتونس، أساسا، في الهاجس التالي: أن تتحول ليبيا إلى “أرض جهاد” تستقطب آلاف المقاتلين، كما هو الحال في سوريا والعراق. فالتهديد حينها سيكون على مرمى حجر من أوروبا، وغير بعيد عن السواحل الأمريكية لأنه سيقترب من المحيط الأطلسي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات