300 شركة بترولية عاجزة عن احتواء غضب البطالين في ورڤلة

+ -

أثارت حدة الاحتقان الحاصل في صفوف البطالين في ورڤلة، مخاوف من تفجر الوضع في الشارع المحلي وخروجه عن دائرة السيطرة، فقد أدخل الحراك المتزايد في ملف التشغيل السلطات في حالة ارتباك وحرج كبير، ما جعلها تسارع إلى البحث عن حلول جدية تخرج من خلالها واقع الملف من عنق الزجاجة.فجّرت موجة الاحتقان السائدة في صفوف البطالين استفهامات حول أسباب فشل الجهات المعنية، ممثلة في الوكالة الولائية للتشغيل بورڤلة وفروعها، في احتواء الغضب المتنامي في أوساط البطالين الذين يتّهمون مسؤولي ملف التشغيل بالتلاعب بمصيرهم وإقصائهم من عروض العمل الواردة من مختلف المؤسسات النفطية، من خلال ممارسة التحايل في إعداد قوائم المترشحين للعمل على مستوى وكالات التشغيل المحلية.ويعتبر مراقبون لحراك البطالين أنه من المجحف تحميل مسؤولية الاحتقان المسجل لمسؤولي وكالة التشغيل، وإغفال طرف آخر مؤثر في مجريات الأحداث؛ ويتعلق الأمر بالشركات البترولية بحاسي مسعود التي يبلغ عددها أكثر من 800 مؤسسة، بينها أزيد من 300 نفطية، إذ عادة ما تتسبب هذه الأخيرة في تأجيج الوضع بانتهاجها أساليب إقصاء ووضع شروط تعجيزية في التوظيف، على غرار اشتراط إجادة اللغات الأجنبية والمستوى الدراسي العالي في مهن بسيطة، إلى جانب ممارسات أخرى، منها التحايل في الإعلان عن عروض العمل والتأخّر في الكشف عن نتائج الاختبارات المهنية، زيادة على معضلة أخرى تخص عروض العمل التي تتقدم بها الشركات، التي تظل في كل مرة محل “شبهة”، في ظل رفض إدارات هذه الأخيرة أحيانا تقديم توضيحات حول نتائج الفحوص المهنية وموعد الإعلان عن النتائج، وهي تراكمات ألهبت واقع البطالين أكثر من مرة، ودفعتهم إلى انتهاج أساليب جديدة في الاحتجاج للتعبير عن حجم المعاناة التي يتخبطون فيها. ويرى عارفون ببواطن ملف التشغيل، أن الآليات الجديدة المستحدثة في القطاع، آخرها برنامج الوسط وقبلها نظام الشبكة القاعدية للإعلام الآلي الخاصة التي استفادت منها الوكالات، مجرد زوبعة في فنجان ولا يمكنها تحسين واقع الملف ما لم ترفق بخطة عمل مدروسة، تضبط سوق الشغل بالولاية وتعيد مصداقية هيئات التشغيل في أوسط طالبي العمل.ويشدّد المتحدثون ذاتهم على أن واقع ملف التشغيل بات يستدعي تدخلا عاجلا من طرف الجهات الوصية، والمسارعة إلى فتح تحقيق معمق حول عمليات التوظيف بالشركات، في ظل ضعف أداء الجهات المكلفة بالرقابة من خلال عدم قيامها بدورها المنوط بها إزاء خروقات سجلت بعدة عمليات توظيف على مستوى الشركات بحاسي مسعود، تتعلق بتسوية وضعيات غير قانونية لأشخاص ظفروا بمناصب شغل بمؤسسات بترولية كبرى دون المرور على القنوات الرسمية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: