+ -

دخلت احتجاجات البطالين عامها الـ 13 بحلول عام 2016، وهو ما يعني أن الحكومات المتعاقبة لم تنجح في حل مشكل احتجاجات البطالين في الجنوب، طيلة أكثر من عقد من الزمن.تعاقب جيلان على الأقل على الاحتجاج للمطالبة بالشغل في عاصمة النفط ورڤلة، أمس الأربعاء، فقد وقف جنبا إلى جنب عاطلون عن العمل ينتمون إلى جيلين مختلفين تماما، شباب لا يتعدى سنهم 23 سنة قرب آخرين في العقد الرابع من العمر، وتعني هذه الصورة أن 3 مسؤولين كبار في الدولة تعاقبوا على منصب رئيس الحكومة أو الوزير الأول، دون أن يتمكنوا من حل مشكل احتجاجات البطالين في عاصمة النفط.ويواصل البطالون من ولاية ورڤلة التصعيد، فبعد “خياطة الأفواه” لجأ عاطلون عن العمل في ورڤلة إلى طريقة جديدة ومرعبة في الاحتجاج، بعد أن مزق 4 منهم أجسادهم بالشفرات الحادة، ثم لفوا حبالا حول أعناقهم في محاولة استعراضية للانتحار. الاحتجاج بدأ في ساعة مبكرة من صباح أمس، الموافق لـ 24 فيفري، وهو ذكرى تأميم المحروقات، فقد تجمع عدد من البطالين أمام مقر الولاية وشرعوا على الساعة التاسعة من صباح أمس في نزع ثيابهم، مرددين عبارات تندد بالسلطات المحلية والمنتخبين.وقال السيد حنفي بن جمعة، أحد المحتجين: “هل اقتنعت السلطات بعد 13 سنة من الاحتجاجات التي تتكرر كل شهر تقريبا، أننا بطالون نريد العمل فقط، ولا علاقة لنا بالسياسة ولا بالسياسيين”، وأضاف: لقد احتج البطالون في عهد أحمد أويحيى أثناء إشرافه على الحكومة، كما احتجوا وقت بلخادم رئيس الحكومة السابق، ثم في عهد سلال، وفي كل مرة طلبوا أمرين فقط، هما الخبز والعدالة.وقال السيد بن ضيف يوسف، أحد المحتجين، أمس، أمام مقر ولاية ورڤلة “عندما بدأت احتجاجات البطالين في ورڤلة في عام 2003، كنت تلميذا في المستوى الابتدائي، واليوم أجد نفسي واقفا مع محتجين شارك بعضهم في احتجاجات المطالبة بالشغل قبل أكثر من 10 سنوات”، متسائلا “ألا يكفي هذا حتى تقتنع الحكومة بأن طريقتها في تسيير ملف الشغل غير ناجحة؟؟”.وقال السيد برّاح زهير، وهو إطار سابق في شركة سوناطراك: “ما لا يرغب البطالون في فهمه؛ هو أن عدد المناصب المتوفرة في شركات النفط في الجنوب محدود جدا”، ويضيف: “في كل مرة يطالب فيها البطالون بالتحقيق في مشاكل التشغيل، تتوصل التحقيقات إلى النتيجة نفسها؛ وهي أن شركة خدمات نفطية استفادت من مشروع في مكان ما، ثم تجلب معها عمالا مرتبطين معها بعقود قديمة ولا يمكنها تسريحهم، لأن القانون يمنع ذلك، وأنا أقول للبطالين هل يقبلون تسريح عامل قضى 20 سنة في شركة ما من أجل تعيين بطال جديد؟ فهل نعالج البطالة بالبطالة؟”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: