"المجتمع يعيش فراغا أخلاقيا ودينيا وقانونيا"

+ -

 يرى دكتور علم الاجتماع بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس، الحسين محمد أمين، أن العنف موجود منذ غابر الأزمان والعصور، إلا أن أوجه الاختلاف بين الماضي والحاضر تكمن في حدتها وطرق انتشارها، بحكم أن ارتباطها بالعصر الحديث بات وثيقا بالكثافة السكانية وتوسّع العمران ومسببات أخرى تتعلق بالوقائع السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية.ويرى محدثنا أن “زحف” العنف أصبح مخيفا في الجزائر، بعد تمكنه من التغلغل وسط فضاءات كانت حاجزا منيعا لمثل هذه الممارسات كالمدارس والجامعات وحتى المساجد. ويرجع الدكتور انتشار العنف بكل أنواعه، الجسدي، اللفظي، المعنوي، المادي والرمزي، إلى مجموعة من الأسباب، التي يبقى أهمها ما تعرضت له الجزائر من حالات تعد كما حصل مع الاستعمار الفرنسي، الذي خلّف إلى جانب أعداد الشهداء والخسائر المادية نوع من الأفكار الهدامة والعنيفة والتي تعتبر بمثابة تحصيل حاصل لما تعرض له الجزائريون من ظلم وحڤرة، دون غض النظر عن مخلّفات العشرية السوداء، المصنّفة في خانة الفترات التاريخية التي أسّست لانتشار ثقافة العنف في الجزائر. ولا يختلف اثنان حسب الدكتور الحسين، على حقيقة الفراغ الرهيب الذي يعيش على وقعه المجتمع الجزائري في الشق المتعلق بالوازع الديني والأخلاقي والقانوني في الكثير من المواقف والمواقع، وهو ما كان له تأثير مباشر على تراجع دور المؤسسات الانضباطية كالأسرة،المسجد، المدرسة، الجامعة والأمن.ولا يستثن محدثنا أيضا الدور السلبي الذي تلعبه بعض الفضاءات المروجة لكل أشكال العنف ولو بطريقة غير مباشرة، وهو ما خلّف سلوكات عنيفة وسط المجتمعات سواء كان ذلك عن قصد أو غير ذلك.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات