الأزمة السوريـة بـدأت من الخارج وستسوى من الخارج

+ -

ركّز سفير الجزائر في سوريا سابقا، كمال بوشامة، وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، البروفيسور إسماعيل دبش، خلال ندوة “الخبر” التي حملت عنوان “آفاق الحل السياسي في سوريا”، على تأثير العوامل الخارجية في بروز واستفحال أزمة أريد لها أن تضرب في الصميم وحدة سوريا، والقضاء على مبدأ الدولة الأمة، وإعادة رسم وهندسة الخارطة السياسية في المنطقة بمنطق سايكس بيكو جديدة، قوامها التقسيم الطائفي. كما أن العامل الخارجي هو مفتاح الحل في سوريا، انطلاقا من تحقيق أبرز الفاعلين، الولايات المتحدة وروسيا، لأهدافهما.. وبالتالي، فإن حل المعضلة السورية، حسبهما، سيأتي من المصدر ذاته الذي ساهم في إشعالها؛ أي من الخارج، عبر ترتيبات مسار سياسي بدأ عبر جولات جنيف، وثمنا الدور الجزائري بشأن الملف السوري انطلاقا من استيعاب الجزائر لحقيقة الصراع الذي تعيشه المنطقة.بوشامة يعتقد أن “التقسيم الطائفي هو امتداد لمخططات أجنبية”“لا وجــــود لربيــــع عربــــي في سوريــا.. بل مؤامــــرة”استعرض سفير الجزائر في سوريا سابقا، كمال بوشامة، ما قال إنها “مخططات أجنبية” استهدفت بلاد الشام منذ القرن الثامن عشر، وحاولت تقسيمها إلى دويلات من أجل أن يسهل التحكّم فيها.. وقال إن ما يجري حاليا في سوريا يمثل امتدادا لمحطات التقسيم الكبرى التي شهدها العالم العربي، خاصة اتفاقية سايكس بيكو التي تعود مئويتها هذه الأيام.وقال بوشامة إن محاولات تقسيم بلاد الشام بدأت في القرن التاسع العشر، وقد كان للأمير عبد القادر الجزائري، كما قال، في تلك الفترة الفضل في تأخير تلك المخططات لعشرات السنين، إلى أن سقطت دمشق في أيدي الغزاة الفرنسيين ودخل الجنرال غورو إليها سنة 1920. وأضاف أن مخطط سايكس بيكو الشهير الذي اتفقت فيه بريطانيا وفرنسا على تقسيم العالم العربي، ومنطقة الشام تحديدا، قد بيّن بوضوح تام التكالب الغربي على هذه المنطقة.ثم بعد التقسيم الأول، ظهرت مخططات أخرى، يذكر بوشامة أن أهمها هو “مخطط عداد ينون” الذي كان مسؤولا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقد أعد خطة لضمان التفوق الإقليمي الإسرائيلي، بحيث يعاد تشكيل البيئة الجغرافية السياسية من خلال تفكيك الدول العربية المحيطة، في شكل دول أصغر وأضعف.ويقضي مخطط ينون، وفق بوشامة، بأن يتم تقسيم المنطقة إلى لبنان الكبير، ودولة دمشق ودولة حلب، ولواء إسكندرون، ودولة جبل الدروز، وبلاد العلويين، وهي كلها دوليات تكون مبنية على أساس طائفي. وحتى تلك التي تعتنق مذهبا واحدا، خطط لأن تكون معادية لبعضها بعضا، كما هو حال دولة دمشق ودولة حلب السنّيتين، كما ورد في التقسيم.وأبرز بوشامة أن “ما يجري حاليا من محاولة لتقسيم سوريا على أساس طائفي عرقي، ينسجم تماما مع هذه الخطة”، مشيرا إلى أن “كل الدعوات التي تتحدث عن الديمقراطية والربيع العربي هي محض افتراءات، يتم استعمالها لتبرير تنفيذ مخطط التقسيم”. وأشار من وحي معرفته بالبلد الذي عاش فيه، كما قال، إلى أن السوريين كانوا مهتمين بالتجارة، كما هو معروف عنهم تاريخيا، وتطوير اقتصاد بلدهم، ولم يكونوا متحمسين كثيرا لتغيير نظامهم. كما أن النظام السوري، يضيف، لم يكن بالسوء الذي يتحدثون عنه، حيث تعرض لعملية شيطنة في وسائل الإعلام الأجنبية التي كانت تنقل سيناريوهات هوليودية لا أساس لها في الواقع.   

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات