بطاطا الوادي ضمن اهتمامات المتعاملين الأجانب

+ -

نفخت إمكانيات تصدير إنتاج البطاطا نحو الأسواق الخارجية الروح مجددا في نفوس مئات المنتجين لهذه المادة الغذائية، بعد أن يئسوا وانسدت الآفاق أمام أعينهم جراء الخسائر الكبيرة التي تكبدوها بسبب كساد الإنتاج وانعدام سلسلة اقتصادية فعالة للدولة، تضمن استقرار الأسعار والتخزين والترويج له خارج البلاد. أضحت ولاية الوادي في السنوات الأخيرة تحتل الريادة وطنيا في إنتاج البطاطا ذات النوعية الجيدة والخالية من الشوائب، ما جعلها محط اهتمام كبير من طرف متعاملين اقتصاديين أجانب استطاعوا، بفضل اتفاقيات تعاون مع نظرائهم الجزائريين من المنطقة، التخفيف من فائض الإنتاج وضمان استقرار الأسعار، من خلال إدخال هذه المادة الغذائية إلى بلدان عربية وإفريقية وأخرى تابعة للاتحاد الأوروبي.واستنادا إلى الجهات المعنية، فإن الإنتاج السنوي لمادة البطاطا في الوادي يقدر بنحو 13 مليون قنطار، ما يساهم بنسبة 25 بالمائة من الإنتاج الوطني. كما يغطي إنتاج الموسم المتأخر نسبة 40 بالمائة من الإنتاج الوطني والممتد من منتصف شهر نوفمبر وإلى غاية شهر مارس. وأكدت المصادر ذاتها أن المساحة المزروعة حاليا تفوق 33 ألف هكتار ولم تتوقف يوميا عن التوسع بشكل لافت.وقد حظيت زراعة البطاطا بزيارات لمستثمرين أجانب وخبراء البذور من هولندا، تنقلوا إلى العديد من المزارع، وكذا تنظيم ملتقى دراسي في شهر ديسمبر الماضي، أشرفت عليه سفيرة مملكة هولندا “فان هافتن”، لكون زراعة البطاطا في وادي سوف تعتمد بنسبة 95 بالمائة على البذور الهولندية، حيث عبرت السفيرة عن أملها في تقديم خبرة بلادها لإنتاج بذور محلية متكيفة مع الصحراء.ويعتبر التعاون الجزائري الهولندي في هذا المجال مشجعا للغاية، حسب رئيس المجلس الوطني متعدد المهن لشعبة البطاطا.ومع ذلك، فإن إنتاج البطاطا يشهد كل سنة هزات متواصلة على مستوى سلسلة التسويق والتصدير جراء عدم تماشي الأجهزة الإدارية المعنية مركزيا ومحليا مع التطور الكبير الذي يشهده الإنتاج في المنطقة، حيث ظل فائض الإنتاج محل مضاربات أدت إلى انخفاض أسعاره، في غياب آليات فعالة لتخزينه وتسويقه والترويج له خارج الوطن.وقد أدت هذه الوضعية التي يتخبط فيها إنتاج البطاطا إلى تقلص عدد المنتجين بسبب الخسائر المادية والمالية الجسيمة التي تكبدوها، خاصة أن الكثير منهم أنفق حلي زوجته وباع بيته واستلف أموالا باهظة من أجل النشاط الزراعي في مادة البطاطا. وفي بعض النواحي، لاسيما شرق تراب الولاية، تحول الكثير من منتجي البطاطا إلى إنتاج الطماطم والجزر والباذنجان والثوم والفلفل بنوعيه الحار والحلو بسبب المخاوف من اضطرابات سوق البطاطا، سعيا منهم إلى عدم خوض تجربة الخسائر الكبيرة في زراعة البطاطا. غير أن الروح بعثت من جديد في أوساط المنتجين، بعد الحركية النشيطة التي تشهدها سلسلة الإنتاج والتسويق وانفتاح آفاق التصدير نحو الخارج، خاصة أن المنتجين يتلقون دعما واضحا، كما يقولون، من طرف الدولة أمام تراجع أسعار النفط واعتماد سياسة التقشف.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: