+ -

بين الشجب والترحيب، جاء قرار الخليج اعتبار “حزب الله” اللبناني “منظمة إرهابية”، وانقسم الرأي العام العربي بين مؤيد ومعارض للقرار، ووصف “حزب الله” قرار مجلس التعاون الخليجي بـ”الطائش” و”العدواني”، واتهمت دول خليجية كالسعودية والكويت والبحرين، إيران و”حزب الله” بالوقوف خلف مجموعات إرهابية في المملكة وتدريب عناصرها وتهريب الأسلحة، ورحب محللون بموقف الجزائر الذي تحفظ على القرار الخليجي ووصفوه بـ”الصائب”.ثمن المصري أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، الموقف الجزائري الذي تحفظ على اعتبار “حزب الله” منظمة إرهابية، وقال إنه “موقف لافت وعروبي بامتياز، نقطة الضوء الوحيدة في النفق العربي المظلم”. وأشار إلى أن الدولة المصرية لا تستطيع أن تنهض بما يفرض عليها دورها العربي في الوقت الراهن، بالنظر لتحدياتها الداخلية. وأضاف لـ”الخبر”: “للأسف نعيش أسوأ مرحلة في تاريخنا، وفكرة المقاومة في ظل تداعي النظام العربي ودول النظام العربي والخروج من الحد الأدنى الذي كان يحفظ هيبة العرب تراجع إلى حد بائس، بشكل جعل نقاط الضوء تبدو خافتة في النظام العربي، و”حزب الله” حركة مقاومة للاحتلال الصهيوني، ومن أوائل الحركات المسلحة التي نجحت في تمريغ أنف الاحتلال في التراب، وحققت انتصارات رغم عدم امتلاكها القدرة نفسها والمعدات والآليات الكافية، ورفعت علم العرب في 2006 في مواجهة العدو الصهيوني، ويجب الفصل بين الاعتبارات السياسية التي حكمت موقف “حزب الله” من إيران، وحالة التعبئة التي تقودها السعودية ضد إيران، وأثمن جدا موقف الجزائر وتونس لعدم اعتبار “حزب الله” إرهابيا، وهو موقف تاريخي، ونحن نحتكم إلى الانطباعات و”حزب الله” لم يرفع السلاح ضد أي جيش عربي أو مسلم في المنطقة، ووجه أسلحته صوب الصهاينة في جنوب لبنان، ولن ننسى انتصاره للقضية الفلسطينية، ودعمه لسوريا لحماية خطوط إمداده للنظام السوري، ورغم تحفظنا عليه، إلا أنه وفر كافة الدعم لـ”حزب” الله في معركته ضد إسرائيل، ولم يتورط في أي مواقف سياسية تدل على الخفة أو الرعونة على نحو دقيق، كل ذلك لم يشفع لـ”حزب الله” لدى أنقاض النظام العربي القديم الذي يجعل بعض الدول تدفع إلى واجهة الأحداث وأجندة العمل العربي في مثل هذه القضية المشينة”.وتابع: “الحقيقة، ما نراه حملة على فكرة المقاومة ومحور المقاومة في المنطقة، وتعبئة الجهود ضد “حزب الله” لتأتي بعدها حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” في المرتبة الثانية، لاعتبارها حركة سنية، والبدء بـ”حزب الله” على اعتبار أنه حركة شيعية، وقد تتدحرج عجلة القرار الجهاد الإسلامي من أجل تأمين كامل للكيان لصهيوني، وللأسف الدول العربية تنفذ الأجندة الصهيونية، وهذا يبدو لافتا من خلال تدمير مقدرات هذه الدول تحت مسمى “الربيع العربي”، لإشعال فتنة بين الشعوب، ولم تخف إسرائيل رغبتها في اللعب على وتر الإثنيات وتحويل شعوبنا العربية إلى مجموعات إثنية، لنصبح أمام دولة سنية وشيعية ومسيحية ويهودية، حتى تكون الأكثر قوة وتماسكا، وبالتالي تتبدد فرص الحديث ليس فقط عن تحرير فلسطين من الكيان الصهيوني، وإنما توديع القضية الفلسطينية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: