مواجهة ساخنة بين الجزائر والجامعة العربية

38serv

+ -

يعقد مجلس وزراء الخارجية العرب، يوم 10 مارس الجاري، اجتماعا يصفه المراقبون بـ”الساخن” على خلفية الانقسام الحاصل بسبب قرار مجلس وزراء الداخلية الملتئم في دورة عادية بتونس، الخميس الماضي، اعتبار تنظيم “حزب الله” اللبناني جماعة إرهابية.

تشير جميع المعلومات المستقاة من مصادر دبلوماسية أن تمرير هذا القرار وارد بسبب طريقة التصويت المعتمدة في الجامعة، والتي ترتكز على مبدأ الأغلبية، ما يرشح لاتساع هوة الخلافات بين الجزائر وتكتل بلدان التحالف العربي.وسيكون الوفد الجزائري برئاسة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، في مواجهة مفتوحة مع نظرائه العرب، مثلما كان عليه الحال في المرات السابقة، على غرار الموقف من الحرب في اليمن والتدخل في سوريا، ما تسبب في إصابة علاقاتها مع دول الخليج العربي، باستثناء سلطنة عمان، بالفتور الذي أعقبه وقف الزيارات الرسمية بين الجانبين، واقتصار اللقاءات على اجتماعات اللجان المشتركة ذات الطابع البرتوكولي فقط.وتتصدر جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب نقطتان أساسيتان، هما ترشيح وزير الخارجية المصري السابق، أحمد أبو الغيط، لخلافة مواطنه نبيل العربي في منصب الأمين العام، وتبني مشروع قرار يخص اعتبار “حزب الله” تنظيما إرهابيا، وذلك بسبب تحالفه مع إيران وانضمامه للجيش السوري في مقاتلة المعارضة المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد.وبالنسبة إلى الجزائر، يؤكد مصدر دبلوماسي، في تصريح لـ”الخبر”، فإن موقفها “سيكون وفيا لما جاء في تصريح وزير الخارجية رمطان لعمامرة، أول أمس، والذي تبرأ فيه من قرار مجلس وزراء الداخلية العرب المجتمع في تونس”، ولن “تشارك في أي مسعى يستهدف نقل هذا التصنيف إلى منظمة الأمم المتحدة بغية استصدار قرار بذات الموضوع”.وكان نور الدين بدوي، وزير الداخلية ورئيس الدورة السابقة لمجلس وزراء الداخلية العرب، قد رفض التوقيع على القرار المتعلق بـ”حزب الله”، باعتباره ذلك من اختصاص السلطات العليا، وأن وزارة الخارجية هي الجهة المخولة الإعلان عن المواقف الدبلوماسية.ولدى شرحه الموقف الجزائري، اعتمد رمطان لعمامرة لغة لا تحتمل التأويل، قائلا إنها “تعتبر “حزب الله” حركة سياسية وعسكرية فاعلة في الدولة اللبنانية، ويجب احترام الوضع القائم في هذا البلد”، متهما بشكل ضمني دولا عربية بالعمل على إجهاض أي حل سياسي في سوريا، في ظل اتفاق روسي أمريكي يؤجل رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد.وأوضح الوزير أن “حزب الله حركة سياسية وعسكرية تعد عنصراً فاعلاً على الساحة السياسية الداخلية لبلد شقيق وهو لبنان، وهو وضع نتج من ترتيبات قامت بها الأمة العربية قاطبة من خلال اتفاق الطائف”، الذي ساهمت الجزائر في بلورته وتنفيذه إلى جانب السعودية والمغرب.وتابع لعمامرة: “يجب علينا أن نحترم الوضع في هذا البلد الشقيق، ونحترم دستوره والترتيبات التي يبنى التعايش فيه على أساسها، وفيما يخصنا أعتقد أن مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول كفيل بوضع الرؤية السديدة أمام الجميع”.وليست الجزائر وحدها التي رفضت أو تبرأت من هذا القرار، فقد سارت على هذا الطريق أغلبية القوى اللبنانية واليمن والعراق وتونس.ومن خارج لبنان، أكد العراق على لسان وزيره للداخلية، محمد الغبان، أنه انسحب من جلسة وزراء الداخلية العرب في تونس، الخميس الماضي، بعدما “فوجئنا بتوزيع قرارات على المجتمعين دون أن يطلع عليها أحد مسبقا، ومن دون أن تُبحث في اللجنة التحضيرية كما جرت العادة، وأعلنا تحفظنا على منهجية الإملاء وهيمنة طرف على قرارات المجلس وجر الآخرين إلى مواقف سياسية تحقق مصالح لطرف دون آخر، فضلاً عن تضمين البيان قرارات لنا وجهة نظر فيها”.وإذا كان موقف العراق “طبيعيا”، لكون “حزب الله” شريكا للقوات العراقية النظامية والحشد الشعبي في مكافحة إرهاب تنظيم “داعش”، فقد أعلنت تونس على لسان وزير الخارجية، خميس الجهيناوي، أن وسم “حزب الله” بالإرهابي “ليس موقف تونس”.أما مصر، التي تعتبر فاعلا دبلوماسيا في المنطقة العربية، فقد وجدت نفسها مجبرة على الموافقة على القرار تفاديا لفقدها ورقة دعم مجلس التعاون الخليجي لترشيح محمد أبو الغيط لأمانة الجامعة العربية، خلفا لنبيل العربي الذي تنتهي عهدته في جويلية القادم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: