+ -

يشعر الكثير منا بتعب يومي يؤثر على نشاطاته سواء في العمل، الدراسة أو ممارسة أمور أخرى، منه ما يزول بمجرد أن ينال الشخص قسطا من الراحة يستعيد بعدها نشاطه اليومي بعد نوم مريح، في حين قد يتواصل ذلك التعب حتى بعد ليال كاملة من النوم ويصبح مزمنا، وهو ما يبعث على القلق كونه مؤشر على إصابة الشخص بمرض ما لم يتم تشخيصه.عن كيفية التعرف على التعب المزمن وتمييزه عن العادي، أكد لنا البروفيسور مصطفى بن عامر، اختصاصي في الأمراض الباطنية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن التعب الذي يذهب بمجرد أن ننام ونرتاح هو تعب زائل أطلق عليه الأطباء اسم “التعب الجيد”، الذي لا يمثل سوى ردة فعل جسدية سليمة وطبيعية لحاجة جسم الإنسان إلى الراحة والاسترخاء، وهو “جزء من حياتنا اليومية وبمثابة دعوة من الجسم إلى الراحة والاسترخاء بعد جهد مضني لإعادة تكوين قواه” يقول بن عامر. موضحا أن من شأن الأكل الجيد والنوم بصفة منتظمة أن يزيلاه. أما التعب المزمن الذي اتفق على تسميته طبيا بـ“التعب السيئ”، فهو إرهاق جسدي يتولد عن سبب مادي بحت يتطور ليأخذ مظهرا مرضيا حادا يستوجب تدخل الطبيب للكشف عن السبب العضوي لذلك الإرهاق الذي عادة ما يكون مؤشرا لمرض ما مثل القصور الكلوي والأنيميا وكذا الاعتلال العضلي الممثل في ضعف عضلات الجسم، إلى جانب التهاب الرئتين وأمراض السرطان، ليضيف بن عامر قائلا عن حالات التعب المزمن، أن لديه حالة يتابعها حاليا لشاب يبلغ من العمر 29 سنة، يشعر بتعب دائم دون أن يبذل جهدا، موضحا أنهم بصدد الكشف عن حالته التي من شأنها أن تنم عن تشخيص مرض ما، موضحا أن من الأمراض الحديثة التي تسبّب التعب المزمن متلازمة “الفيبروميالجيا” الذي يؤثر على العضلات والأنسجة الرخوة ويتميز بألم في العضلات وتعب مزمن وكذا مشاكل في النوم. مؤكدا على أنه في حالات التعب المزمن يتوجب على الطبيب وقبل الشروع في التشخيص، إخضاع المريض لتحاليل مخبرية شاملة بهدف التأكد أن نسب الكالسيوم والبوتاسيوم والسكر في الجسم في مستوياتها الطبيعية، كون نقصها يسبب إرهاقا شديدا، وفي حال سلبية التحاليل يتوجه الطبيب للبحث عن الدوافع المرضية الفعلية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات