مواقع التواصل تتصدى لمحاولات تشويه الشخصيـات الوطنيـة

38serv

+ -

 تحولت فكرة وضع النصب التاريخية والتماثيل التي تمجد الشخصيات الوطنية والتاريخية، من إشادة إلى إهانة ببعض الولايات الوطنية، حيث يكون هدفها تجسيد مشروع فقط يتماشى مع المواعيد وذكرى معينة، دون إبراز القيمة الحقيقية للشخصية والذكرى. وأضحت هذه النصب محل استهزاء وتشويه لأصاحبها.ويظهر من خلال تجارب وضع النصب والتماثيل، أن السلطات الولائية والبلدية وحتى المنظمات والجمعيات، لا تعير اهتماما ولا تتدخل بشكل رسمي في حالات التشويه والإساءة المعتمدة لهذه الشخصيات ومحاسبة المقاولات على طريقة عملها، وتكتفي بالصمت، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي والشارع يكون لها الفضل في فضح الخروقات والتنديد والانفجار لتغيير ما يفسده المسؤولون، ويتصدون لمحاولات الإساءة المقصودة وغير المقصودة تجاه هذه الشخصيات التاريخية والشهداء.وقد أثار تمثال الشيخ العلامة عبد الحميد بن بادي بقسنطينة، سخطا واستياء كبيرين مباشرة بعد وضعه في ذكرى يوم وفاته وإحياء يوم العلم السنة الماضية، حيث تدخلت مواقع التواصل الاجتماعي في بادئ الأمر وتداولت صورا لشباب يستهزئون بالعلامة عن طريق وضع سيجارة في فمه، ثم أخذ صور معه بطريقة لا تتناسب وقيمة الشيخ الاجتماعية، وأبانت العلامة على أنه شخص مريض ذليل بملاح وجه بعيدة كل البعد عنه.وظل الضغط داخل هذه المواقع وتوسعت دائرتها إلى خارج الوطن، انتقلت بعدها إلى الشارع الذي ألح على ضرورة التخلص من “نصب العار” رفقة عائلة بن باديس، واستهجنت الإساءة والإهمال المقصود التي لم تتحرك لها السلطات إلا بعد ضغط المواطنين، لتأتي بعدها إدانة الجمعيات والمنظمات.وبعد إزالته، لا تزال الآن قسنطينة دون نصب تذكاري يمجد ويذكر الجيل الحالي بما قدمه الرجل لاستعادة الهوية الوطنية. وتجددت الصورة مرة أخرى ببلدية عين مليلة في أم البواقي، هذه الأيام، كان فيها هذه المرة الشهيد العربي بن مهيدي الضحية، بصورة رأس إسمنتي مخيف وبملامح وجه فوضوية وغير مطابقة لوجه الشهيد، ولم تحترم فيها أدنى الفنيات والجماليات مع ذكرى استشهاده، أوحت بأن العمل مستعجل ولم يعط أدنى احترام أو الخوف من المحاسبة، لينتهي الأمر مرة أخرى بإزالة التمثال وإرجاعه لصاحبه من أجل تصحيح خطئه، وتشكيل لجنة للموافقة عليه. وكان ذلك بعد ضغط من وسائل التواصل الاجتماعي، والشارع بأم البواقي الذي خرج يحتج ويطالب بإنصاف الرجل الذي صنع جزءا هاما من الذاكرة الوطنية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: