"5 بالمائة ممن يصابون بانهيـارات عصبيـة ينتحرون"

+ -

 في حديثه لـ”الخبر” عن الانهيار العصبي، أكد البروفيسور امحمد تجيزة، رئيس مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى دريد حسين، أن الانهيار العصبي من الأمراض العقلية المنتشرة بكثرة في أوساط الجزائريين، موضحا أنه مرض العصر وأن 5 بالمائة ممن يتعرضون له يمرّون إلى الانتحار، علما أنه في حالات الانتحار العصبي الحاد، يتعمّد المريض قتل أفراد عائلته لينتحر بعدها، مبينا ذلك في حواره التالي.من هم الأشخاص المعرّضون أكثر من غيرهم للانهيارات العصبية؟قبل تحديد شخصيات المعرضين للإصابة بالانهيار العصبي، يجب أن نبين ماهية هذا المرض الذي بات يعتبر أحد أهم أمراض العصر بسبب انتشاره الواسع. فالانهيار العصبي بمفهومه الواسع الذي يعرفه عامة الناس ليس المفهوم نفسه عند المختص في الأمراض العقلية، حيث يعرّفه المختص على أنه انهيار الحيوية العقلية الأساسية للشخص ويأخذ عدة أوجه، في حين لا يقول عامة الناس بأن فلانا أصيب بـ“سكيزوفرينيا” أو أي تسمية علمية، بل يصفون كل الحالات على أنها انهيارات عصبية. أما عن الأشخاص المعرّضين للإصابة، فأشير إلى أن الشخص الحساس، المرهف عرضة أكثر من غيره، وبالتالي يمكن اعتبار حساسية الفرد وهشاشة الشخصية أحد أهم عوامل الخطر للإصابة بالانهيارات العصبية، كما أن التعرض لأحداث مؤلمة مثل فقدان شخص عزيز من شأنه أن يتسبب في الإصابة بانهيار عصبي ويحدث خاصة في حالات فقدان الأم.هل يمكن اعتبار الوراثة أحد عوامل الإصابة بالانهيار العصبي؟ طبعا، فهناك نسبة من الأمراض العقلية ذات صلة بالوراثة، ومثلما هناك عائلات عرضة للإصابة بأمراض السرطان الوراثي، تشمل الوراثة الأمراض العقلية كذلك وتتسبب في حدوث نسبة منها، لكن تبقى هذه الأمور غير مثبّتة علميا وبإمكان البحوث العلمية مستقبلا أن تفصل في هذا الجانب.ما الآثار المترتبة عن الإصابة بالانهيار العصبي؟عديدة ومخيفة في وقت واحد، فالشخص المعني بالانهيار العصبي يصاب بألم نفسي رهيب واشمئزاز تجاه الحياة، فتسكنه الأفكار السلبية حول المستقبل المظلم توصله حتى الهذيان وكراهية ذاته، حيث يرفض الاغتسال ومقابلة الغير ويرفض التواصل مع العالم الخارجي، بل ويرفض حتى الكلام والأكل، ناهيك عن إصابته بالأرق، حيث يقضي ليالي بأكملها دون نوم، فنجده يغفو في أول الليل ثم يصحو عادة في الثانية صباحا ولا يعود للنوم، علما أن تلك الساعة عادة هي ساعة انتحار بالنسبة للمصابين بانهيارات عصبية، وهنا أفتح القوس لأؤكد أن واحدا على اثنين ممن يصابون بهذا المرض العقلي تخالجهم أفكار انتحارية، وأن 5 بالمائة منهم ينفذون الفعل وينتحرون، ليفضل النساء الطرق الأقل إيلاما كاستعمال الأدوية، في حين يلجأ الرجال إلى شنق أنفسهم أو الارتماء من أماكن عالية. كما أن هناك حالات قصوى للانتحار يفضل فيها المريض أن يقتل أفراد عائلته ثم ينتحر، وتكون نظرته للحياة وراء ذلك، حيث يرفض أن يترك أقرب الناس إليه يعانون من ظروف عيش يراها مرة، وعليه يتوجب التكفل بعلاج الانهيار العصبي بصفة جيدة لاتقاء الوصول إلى مرحلة الانتحار.وما العلاج المخصص للانهيار العصبي؟ لدينا مجموعة أدوية جديدة أثبتت نجاعتها في علاج الانهيار العصبي ممثلة في مضادات الاكتئاب التي يجب أن تأخذ في وقت محدد، كما أن العلاج المجدي للتكفل المبكر بالحالات ممثل في العلاج النفسي رغم أن الجزائريين لا يعترفون بهذا الاختصاص، مع أهميته كونه يخفف من الضغوط المؤدية للانهيار العصبي، لكن يبقى للجانب الديني دور فعال في الوقاية من الأفكار الانتحارية الناتجة عن هذا الانهيار، حيث تعتبر المعتقدات الدينية والخوف من الله كابحا ضد الأفكار الانتحارية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات