"الجزائر تفتقر لمستشفيات خاصة باستقبال المصابين عقليا"

+ -

أكد البروفيسور تجيزة، رئيس مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى دريد حسين بالجزائر العاصمة، أنه يجب توفر أربع مستشفيات بالجزائر العاصمة في مثل وزن مستشفى دريد حسين، لتلبية الطلبات المقدمة سنويا لعلاج المصابين بأمراض عقلية.أضحت الأمراض العقلية تسبب مشكلا على الصحة العمومية بالجزائر، ويكفي أن معطيات المنظمة العالمية للصحة صنفتها كثاني مرض من بين الـ10 أمراض التي ستتسبب في حصد أكبر عدد ممكن من الوفيات خلال السنوات القادمة وحتى 2020.عن سبب هذا الارتفاع، أكد لنا البروفيسور تجيزة أن ما شهدته الجزائر خلال سنوات مضت من آثار الفيضانات والزلازل، ناهيك عن مخلفات العشرية السوداء، شكلت كلها كمّا من الأسباب التي ضاعفت من عدد المصابين بأمراض عقلية، يحدث هذا في الوقت الذي يشهد بلدنا نقصا في عدد المستشفيات المخصصة لاستقبال هذا النوع من المرضى، حيث لم يتم بناء هياكل جديدة تستوعب الكم الكبير من المرضى الذين يتزايد عددهم من يوم لآخر.وتتمثل الهياكل المتوفرة فيما ورثته الجزائر عن الاستعمار الفرنسي، ويتعلق الأمر بمستشفى دريد حسين بالجزائر العاصمة ومركز البليدة إلى جانب مستشفى واد العثمانية بضواحي قسنطينة، وكذا مستشفى سيدي الشحمي بوهران، التي يتسع كل واحد منها لـ200 إلى 240 مريض للاستشفاء لا أكثر، إلى جانب مركزي البليدة وواد العثمانية اللذين تقل سعة استيعابهما عن السابقين.إضافة إلى هذه المراكز، شهدت فترة الاستقلال ظهور مراكز أخرى منها مستشفى الشراڤة الذي استرجعته وزارة الصحة بداية السبعينات، حيث كان من قبل عيادة للأمراض الصدرية تابعة لصندوق الضمان الاجتماعي، إلى جانب مستشفى فرنان حنفي بتيزي وزو الذي يتسع لـ240 سرير، كما شهدت فترة الثمانينات فتح وحدات مختصة في علاج الأمراض العقلية مثل وحدة مستشفى الرازي بعنابة ومستشفى تيارت بالغرب الجزائري ومستشفى ورڤلة، وكذا مركز عين عباسة بضواحي سطيف ومركز جبل الوحش في قسنطينة، وهي هياكل يتسع كل منها لعدد من الأسرة مماثل لسابقه أي لا يتعدى الـ240 سرير، ناهيك عن المستشفيات التابعة للقطاع العسكري وكذا أقسام الطب العقلي التي تحويها كبرى المستشفيات عبر ولايات الوطن والتي لا تتجاوز طاقة استيعاب كل منها الـ40 سريرا.20 ألف معاينة سنويا مقابل 2000 حالة استشفائية فقطورغم توفر المراكز التي ذكرناها سابقا، يبقى النقص ملحوظا نظرا لكثرة الإقبال عليها وتزايد عدد الإصابات العقلية من يوم لآخر. عن هذه الإشكالية، أكد لنا البروفيسور تجيزة، رئيس قسم الأمراض العقلية بمستشفي دريد حسين، أن الجزائر العاصمة وحدها في حاجة إلى أربع مستشفيات في وزن دريد حسين لتلبية الطلبات، مضيفا أن المستشفى ذاته يسجل أكثر 20 ألف معاينة طبية سنويا، في الوقت الذي يستوعب 2000 حالة استشفائية فقط، مع الإشارة إلى أن الوضعية ذاتها تشهدها المستشفيات والمراكز المتوفرة على مستوى الوطن التي ضاقت بمرضاها إذا ما علمنا أن مرضى الإصابات العقلية يمثلون خمسة بالمائة من مجموع سكان الجزائر أو ما يتجاوز المليون ونصف المليون مريض، وهو ما يتطلب، حسب تجيزة، فتح مراكز خاصة بالطب العقلي على مستوى كل ولاية من ولايات الوطن وما يمثله عدد 48 مركزا.وعن النتائج المترتبة عن الوضع الذي تعرفه الصحة العقلية بالجزائر، أكد لنا المتحدث أنهم يلجأون وبغرض ترك فرصة الاستشفاء لمرضى آخرين، إلى تقليص مدة استشفاء المرضى السابقين مع متابعتهم بوحدة العلاج الخارجي دوريا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: