"تآكل الغضروف مرض العصر والرياضيون الأكثر عرضة للإصابة به"

+ -

أكد البروفيسور محجوب بوزيتونة، رئيس مصلحة أمراض وجراحة العظام بمستشفى ابن باديس الجامعي بقسنطينة، أن تآكل الغضروف هو مرض العصر ومن شأنه أن يؤدي إلى شبه إعاقة حركية عند المصابين به، مضيفا أن نسبة الإصابة به لدى النساء أكبر منها عند الرجال وأن الجراحة الخاصة بزرع الغضروف في الجزائر باتت من الأمور اليسيرة والمتوفرة، موضحا ذلك في الحوار التالي.هل لكم أن توضحوا للقارئ أهمية الغضروف لصحة الإنسان؟ الغضروف يسمح بتحرك المفاصل ويساعد على سلاسة حركاتها، حيث يوجد في كل المفاصل سواء تعلق الأمر بمفاصل الأيدي، الأطراف السفلية، العمود الفقري أو مفاصل الرقبة والظهر والحوض، فالغضروف يولد مع الإنسان وينمو مع نموه، ليكتمل في عمر الـ17 و18 سنة، ويكبر بعد ذلك مع العمر أو بمعنى آخر يشيخ، ثم يبدأ في التآكل مع بداية الأربعينات وبصورة خاصة في الستين. كما يمكن أن يتلف الغضروف بسبب المرض مثل الروماتيزم أو لدى الأشخاص الذين يعملون في ظروف شاقة ويحملون الأوزان الثقيلة والذين يقوموا بتحريكه مرارا فيستنفدونه قبل الأوان، وهنا أفتح قوسا لأؤكد بأنه عندما يتآكل الغضروف تقل وتتناقص حركات الشخص، وهو ما يؤثر على حياته اليومية، فيصبح تحركه عسيرا ليتوقف عنه تماما عندما تتضاعف الأمور.لا بد أن هناك عوامل خاصة تساعد على تآكل الغضروف، فما هي وكيف يمكن تجنبها؟إن أهم ما يؤدي إلى تآكل الغضروف الوزن الزائد ونقص النشاط البدني وخاصة المشي، إلى جانب الضغط على المفاصل أثناء القيام بحركات غير نظامية. وتجدر الإشارة إلى أن تآكل الغضروف يتم عبر مراحل، ففي الأولى ينصح المريض بإنقاص الوزن مع القيام بتمارين إعادة التأهيل العضلي، أما في المراحل المتقدمة، فيتم اللجوء إلى الجراحة لمكافحة المشاكل البيوميكانيكية وخلق التوازن لدى المريض بتقويم غضروف الركبتين.وهل يمكن أن نصف الجراحة في هذا المجال بالناجحة عندنا؟زرع الغضروف في بلادنا أو تقويمه من العمليات السهلة والمتداولة، حيث يتم زرع الغضروف في الحوض والركبة باستعمال غضاريف من جسم المريض نفسه، ونادرا ما يتم استعمال غضاريف من أجسام للموتى، وقد يتم استعمال غضروف اصطناعي كآخر حل، لكنه يستعمل للأشخاص المسنين ما فوق 60 سنة، لأن مدة صلاحيته تنتهي في20 سنة، وهو معدل عمر المسنين كي لا يضطر المريض لإعادة الجراحة من جديد إن كان أقل سنا.يشاع أن الغضروف لدى الرياضيين يتآكل بسرعة، فهل يعني هذا نهاية مشوارهم الرياضي؟صحيح أن تآكل الغضروف بالنسبة للرياضيين يتم بسرعة مقارنة مع الشخص العادي وذلك بسبب المجهودات التي يقومون بها، غير أن معالجتهم تكون دائما ناجحة، خاصة أن التدخل يكون سريعا جدا، كما أن فترة النقاهة الخاصة بهم تكون من 6 أشهر إلى سنة على الأكثر، علما أن 80 بالمائة منهم يعودون للنشاط بصفة عادية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات