البروفيسور عبد المجيد لشهب ورحلة نضال لإدماج المصابين بداء الإيدز

+ -

 وهب البروفيسور عبد المجيد لشهب، رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى سطيف، حياته للمرضى، فهو طبيبهم وكاتم أسرارهم ووالد من لا والد له، خاصة أنه على رأس مصلحة الأمراض المعدية التي تعتبر من أهم المصالح بمستشفى سعادنة عبد النور بسطيف. لا يحب الأضواء ولا الشهرة ولا الحديث عن نفسه، تربى على الأخلاق العالية وببيت صدح فيه القرآن، كيف لا وهو ابن العلامة الشيخ أحمد لشهب بن محمد مفتي الديار السطايفية، وعضو أول مجلس لبلدية سطيف بعد الاستقلال، من مواليد منطقة بني عزيز شمال الولاية سنة 1957، زاول دراسته بثانوية قيرواني بسطيف ثم جامعة قسنطينة، قبل أن يتنقل إلى فرنسا ليختص في علم الأمراض الجرثومية.يعتبر البروفيسور لشهب علبة سوداء تحمل الكثير من أسرار المرضى الذين يرتاحون له دون البقية، قدوته والده ورفقاؤه من المشايخ، يتذكر يوم وفاة والده فيقول: “رحم لله الوالد كان دائما يوصيني بالمريض خيرا”.. بكى بشدة يوم وفاة صديق والده الشيخ أمقران بن مالك الذي كان يسمع خطبه في مساجد المدينة.يشرف البروفيسور لشهب منذ 2001 على رئاسة مصلحة الأمراض المعدية ويتميز بالصرامة في العمل والأخلاق العالية التي يشهد له بها كل من يعرفه، استطاع أن يجعل من مصلحته قبلة للمرضى خاصة مرضى السيدا الذين لا يرتاحون إلا في وجوده ويبوحون له بأسرارهم، ويسعى جاهدا لتغيير نظرة المجتمع القاسية، فيبذل كل ما في وسعه لمعالجتهم وتخفيف آلامهم خاصة أن الكثير من المصالح ترفض التكفل بهم، خاصة الرضع الذين انتقل لهم الفيروس من الأم المصابة، والذين يعاملون بقسوة حتى من طرف الأطباء خوفا من العدوى، ما يجعلهم منبوذين من طرف المجتمع.يسعى طبيبنا من خلال المشاركة في العديد من المؤتمرات العالمية إلى جعل السيدا داء مثل غيره من الأمراض، خاليا من طابوهات المجتمع التي تشكل عقدة تجاه حامله الذي لم يختر إصابته بل كان ضحية غيره، كما يعمد في مكافحته للمرض إلى ضمان تكوين أسري سليم وسوي وأخلاقي متين حتى يكون درعا في وجه المرض، مستهدفا الوصول إلى ضمان عدم إصابة الجنين في بطن أمه بالفيروس.كرم البروفيسور لشهب من طرف وزير الصحة ورئيس الجمهورية وكذا خلال العديد من الفعاليات الوطنية والأجنبية، وذلك لتمكنه من محاربة العديد من الأمراض المعدية واحتوائها في وقت مبكر، مثل أنفلونزا الخنازير والسيدا وغيرها، شعاره “أنصح تربح” ووصيته لطلبة الطب أن المريض هو رأس مال الطبيب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات