+ -

لقد شاعت في مجتمعنا، خاصة عند فئة الشباب، مظاهر تقليد الكفار في اللباس والمظهر وفي بعض العادات والمعاملات، وحينما أنكر عليهم ذلك يقولون: الإيمان في القلب، والتطور والتحضّر يقتضيان ذلك.. إنّ الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة، وشرط من شروط الإيمان، تغافل عنه كثير من النّاس، فاختلطت الأمور ونتج عنه ما ذكر في السؤال.إنّ كلّ مؤمن موحّد متّبع للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ملتزم للأوامر والنّواهي، تجب محبّته وموالاته ونصرته، قال تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} التوبة:71. وقال صلّى الله عليه وسلّم: “مَن أحبّ لله وأبغضَ لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان” أخرجه أبو داود وأحمد وغيرهما وهو صحيح.كما أن موالاة المؤمنين ومعاداة الكفار المحاربين وأعداء الدّين شرط في الإيمان كما قال تعالى: {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسَهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ. وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} المائدة:80-81. وروى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أوثق عُرَى الإيمان الحب في الله والبغض في الله” أخرجه أحمد والبيهقي وهو حسن.علمنا أن العين حق، لكن قد يبالغ بعض النّاس في الخوف من الإصابة بها خوفًا قد يمنعهم من أداء ما أوجب الله عليهم، وترك ما نهاهم عنه، فماذا يقال لمَن هذه حالهم؟ إنّ العين حق، كما ثبت في أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلا يجوز لأحد إنكارها أو جحد تأثيرها، لكن يعاب على كثير من النّاس مبالغتهم وإفراطهم في توهّمهم الإصابة بالعين، إلى درجة تصل بهم إلى حدّ الوسوسة الّتي تؤذي صاحبها، فتجده سيئ الظنّ بالآخرين، يخفي عنهم آثار نعمة الله عليه خشية العين، ويقاطعهم ولو كانوا أقاربه، وهذا كلّه محظور شرعًا.ينبغي الاعتدال في أمر العين، فلا إفراط ولا تفريط فيها، وقد علّمنا ديننا بذل الأسباب الشّرعية في منعها قبل وقوعها، كالعناية بالمعوذات والأذكار الّتي منها آية الكرسي وسورتَا النّاس والفلق، ودعاء “أعوذ بكلمات الله التامة من كلّ شيطان وهامة ومن كلّ عين لامّة”.ولا بأس أن يتحرّز المرء من العين بستر محاسن مَن يخاف عليه العين بما يقيه منها، فلقد قال سبحانه وتعالى على لسان يعقوب عليه السّلام: {وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلاّ لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون} يوسف:67، قال ابن عباس وغيره: “رهب يعقوب –عليه السّلام- العين، وذلك أنّهم كانوا ذوي جمال وهيئة”. وقال صلّى الله عليه وسلّم: “استعينوا على نجاح حوائجكم بالكتمان، فإنّ كلّ ذي نعمة محسود” أخرجه البيهقي وغيره وهو حديث صحيح.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات