+ -

أخذت الاحتجاجات التي تشهدها بلدية زيغود يوسف، منذ 4 أيام، منحنى آخر، فبعد أن أصبحت شوارع هذه المدينة مسرحا ليلا مع تبادل التراشق مع قوات مكافحة الشغب، تعرض أول أمس، مقر إقامة رئيس الدائرة للحرق في تطور خطير للأحداث. كما شهدت أمس المدينة مسيرة للمواطنين عقب صلاة الجمعة أعلنوا خلالها تضامنهم مع مطالب المحتجين،علما أن المسيرة حضرتها ابنة الشهيد زيغود يوسف الذي تحمل المدينة اسمه. فتحت مصالح أمن ولاية قسنطينة، ليلة أول أمس، تحقيقا على خلفية القيام بأعمال شغب ببلدية زيغود يوسف، وحرق مقر إقامة رئيس الدائرة، أفضت إلى توقيف 10 مشتبهين من السكان المحتجين، في انتظار استكمال باقي التحقيق.وكانت قوات الأمن ممثلة بفرق مكافحة الشغب قد تدخلت عدة مرات، منذ انطلاق الاحتجاجات والاعتصامات بذات البلدية ضد قرار والي الولاية فتح مركز الدفن التقني بالدغرة انتهت بمسيرة، حيث تم تفريق الجموع والمعتصمين بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وظلت الوضعية تتميز بالكر والفر بين الطرفين، انتهت بتوقيف 17 محتجا في أول يوم وإطلاق سبيلهم، مع تقديم 3 أشخاص في ثاني يوم أمام العدالة، مساء الخميس، قبل أن يتم أيضا توقيف 10 آخرين، بتهمة الضلوع في أعمال شغب.وقد ألحقت الوضعية بعض الأضرار على مستوى أحياء بلدية زيغود يوسف، بما فيها بعض المنازل والأرصفة المخربة والطرقات، قبل أن يتم حرق مقر إقامة رئيس الدائرة وتخريبه. وقد أظهرت الفيديوهات المنشورة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، مطاردات عناصر الأمن للمحتجين الملثمين بعضهم، داخل الأحياء التي تشتعل فيها ألسنة النار في العجلات المطاطية وأغصان الأشجار، وهي الوضعية التي تأججت بعد رفض غلق مركز الدفن التقني الذي دخل حيز الخدمة الأيام القليلة الماضية، وكلف الدولة 3 ملايير دينار، وقد تم إنزال أمني إلى المنطقة وإحاطتها.وأصدرت الجمعيات المدنية المعتمدة ببلدية زيغود يوسف، بيانا تحصلت ”الخبر” عن نسخة منه، تندد باستعمال القوة والعنف ضد المحتجين والذين وصفوهم بالسلميين، كما دعوا إلى حماية الممتلكات الفردية والعمومية، إلى جانب حفظ حرمة المواطنين والمؤسسات، مستغربين رفض السلطات المحلية فتح قنوات الحوار مع المواطنين والوصول إلى حل نهائي والاستجابة لمطالب السكان. من جهته النائب بن خلاف لخضر، عن جبهة العدالة والتنمية بقسنطينة، راسل وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أول أمس، بخصوص وضعية بلدية زيغود يوسف، التي قال إن فيها انفلاتا أمنيا بسبب مركز الدفن التقني بالدغرة الذي يستقبل نفايات 6 بلديات، حيث قال إن المركز الذي أقيم على أرض فلاحية ورغم تحفظات مديرية البيئة، إلا أنه دخل حيز الخدمة وأصبح يهدد سلامة السكان، مع عزل البلدية بتحويل الإدارات إلى بلدية ديدوش مراد المجاورة لها. كما انتقد عدم تدخل رئيس الدائرة لتهدئة المحتجين والتحاور معهم، وهو ما جعل الوضع ينفلت، حيث طالب وزير الداخلية بالتدخل لضمان استقرار المنطقة خاصة في وقت الامتحانات النهائية.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات