"عمال العالم" يصرخون ضد الاضطهاد بالجزائر

+ -

 أدانت تنسيقية الوفاق الدولي للعمال والشعوب، ما قالت إنه تدخل “القوى الامبريالية في الجزائر لدفعها للتراجع عن المكاسب المحققة لصالح العمال”، ورسمت التنسيقية، خلال مناقشاتها، صورة سوداء عن واقع العمال في العالم، بفعل ما أسمته “حرب النظام الرأسمالي على الحقوق والمكاسب التي انتزعها العمال خلال مئات السنوات من النضال”. في اليوم الثاني من اجتماع تنسيقية الوفاق الدولي للعمال والشعوب، الذي استضافه حزب العمال، ممثل الجزائر في هذا التنظيم الدولي، أكد المشاركون “على إدانتهم المطلقة لكل أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومحاولة مصادرة سيادتها الوطنية، ودفعها إلى  التراجع عن المكاسب المحققة لصالح العمال، ومحاولة الأوليغارشيا في العالم افتراس المزيد من حقوق الشعوب، بفعل “مخططات الحروب الجهنمية” وابتلاع ما تبقى من ملكية عمومية في العالم”.وفي السياق، ندد ممثلو جنوب إفريقيا وفلسطين والطوغو وغوادلوب والبرازيل وفرنسا، بما يتعرض له العمال في دولهم، وقدموا تفاصيل عن حالات غلق المؤسسات والتسريح العشوائي للعمال وعدم التأمين على البطالة، وغلق المؤسسات العمومية أو خوصصتها أو تعديلات القوانين التي جعلت العمال في وضعيات هشة. وبخصوص الجزائر، أبرزت لويزة حنون وجوفري إكسفون، وهما المنسقان الدوليان لعمل تنسيقية الوفاق، أن ثمة دلائل تشير إلى أن قوتين امبرياليتين في العالم تتدخلان بشكل مباشر في الجزائر وهما فرنسا وأمريكا، وذلك من أجل الضغط للتراجع عن القاعدة 51/49 والدفع لخوصصة الملكية العمومية. وعبرت التنسيقية عن قلقها لكون المعلومات التي تصل عن الجزائر شحيحة جدا، وذلك بسبب عدم نقل الإعلام الغربي لحقيقة الحراك الذي يجري داخل البلد واكتفائه فقط بالمواضيع التقليدية الخاصة بنظام الحكم.واعتبر إكسفون، وهو نقابي فرنسي، أنه حتى الدول الامبريالية لم تسلم شعوبها من الهجمة على مكاسب العمال، على غرار فرنسا التي تخوض فيها الطبقة الشغيلة حربا واسعة ضد قانون العمل الجديد، الذي فرضته حكومة الوزير الأول الفرنسي بالقوة، بسبب رفض البرلمان له، وذلك لأن الدول الامبريالية نفسها، وفرنسا واحدة منها، بدأت تفقد سيادتها لصالح كيانات فوق وطنية، مثل الاتحاد الأوروبي الذي يفرض على الدول المنتمية إليه سياسات ليست الشعوب راضية عنها بالضرورة.من جانبه، أوضح جوليو تورا، ممثل البرازيل في تنسيقية الوفاق الدولي، أن وضع العمال في الجزائر مقلق بسبب ما قال إنه ضغط الأولغارشيا التي تسعى لخوصصة القطاع العام، مشيرا إلى  أن كل مسار خوصصة يكون مرتبطا بالفساد مثلما أثبتته كل تجارب العالم، ومنها التجربة البرازيلية التي سعت فيها الأوليغارشيا لافتراس شركات القطاع العام في ميدان البترول، وهو ما يمكن أن يتكرر أيضا في الجزائر إذا لم يتم وضع حد لتمادي الأقلية المسيطرة على رأس المال.وبشأن أزمة التمثيل السياسي التي تعاني منها الأحزاب العمالية في العالم وتراجعها لصالح بروز قوى يمينية متطرفة، أجاب المشاركون في الاجتماع أن الأسباب تختلف من بلد لآخر، ففي الجزائر اعتبرت لويزة حنون أن القضية لا علاقة لها بشعبية حزبها بقدر ما هي تتعلق بتزوير الانتخابات التي يراد من خلالها إظهار نفس الأحزاب في الواجهة للإبقاء على النظام، أما في فرنسا فأرجعها ممثلو هذا البلد إلى العزوف الكبير في الانتخابات الذي يجعل من الأصوات المتطرفة تظهر وكأنها قوة تمثيلية بخلاف الحقيقة.وقال ممثل البرازيل، في نفس الإطار، إن وصول حزب العمال البرازيلي إلى  الحكم لا يعني أن هذا التيار لا يعاني من أزمة تمثيل سياسي، بدليل أن حزب العمال البرازيلي لم يصل إلى الحكم إلا بالتحالف مع قوى يمينية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات