لا.. سلال ليس السادات.. وتيزي ليست تل أبيب؟!

+ -

“سلال في تيزي وزو.. إنه رجل شجاع”.. هكذا عنونت صحيفة ناشئة توزع المهنية، على طريقة ڤرين، على كل الصحف وتتهمها بعدم المهنية.لا يا سادة.. تيزي وزو ليست تل أبيب، وسلال ليس السادات! تيزي وزو ولاية جزائرية وسلال رئيس حكومة الجزائر! جبان من يرى تيزي وزو غير ولاية جزائرية، ومتزلف من يرى سلال أكثر من رئيس حكومة الجزائر يزور ولاية من ولايات بلاده!أقسم بالله العظيم أن الدمعة سقطت من عيني وأنا أقرأ هذا العنوان الرهيب في صدر صحيفة جزائرية: “سلال في تيزي وزو.. إنه رجل شجاع”!يا عباد الله.. تملّقوا، شيّتوا للرجل بأشياء أخرى لكن ليس بمثل هذه الأمور الرهيبة في مبناها ومعناها!هذه العبارة أشد سوءا وخطورة على العقل الجمعي الوطني مما يقوم به “الماك”!منذ سنوات، وفي خضم الشيتة غير الموفقة لسلال من طرف قناة فيها كل شيء إلا المهنية، قالوا عن منطقة الشاوية: “الشاوية حشاكم”.. وكادت الحملة الانتخابية للعهدة الرابعة أن تتحوّل بسبب هذه العبارة التي بثت على لسان سلال.. كادت تتحول إلى أزمة عاصفة أطلت منها روائح الجهوية النتنة برأسها.مثل هذه الأخطاء المهنية في الصحافة، والتي بلغت حد الخطايا بخطورتها على الوحدة الوطنية والتماسك الشعبي للبلد، هي التي تتطلب تحرك وزارة الإعلام الڤرينية، وسلطة الضبط، وليس الصفقة التجارية بين جريدة ورجل أعمال!صحيح أن زيارة الصحفي الإسرائيلي في صحيفة معاريف الإسرائيلية فضيحة إعلامية ودبلوماسية وأمنية وحكومية، كون الصحفي يدل اسمه على أنه إسرائيلي ولا يحتاج إلى تحقيقات أمنية لكشفه.. ولكن خطورة هذه الفضيحة لا تساوي شيئا أمام هذا التخلاط غير المسؤول إعلاميا وأمنيا في منطقة القبائل أو غرداية أو الأوراس.ولو كانت البلاد بها سلطة فيها رجال يقدّرون الأخطار، لسقطت رؤوس في السفارة الجزائرية في باريس ووزارة الخارجية ووزارة الإعلام والداخلية.. لكن الحاصل أن البلاد أصبحت مرتعا للرداءة المخيفة والقاتلة.ترى من يدفع بالبلاد إلى الهاوية بهذا الشكل البائس؟! ولماذا تحترس السلطة البائسة إعلاميا وتجاريا من منطقة القبائل؟! بالأمس قاموا بارتكاب حماقة تحويل قضية تجارية بين رجل أعمال وجريدة إلى قضية سياسية ذات أبعاد جهوية خطيرة.. واليوم نسمع مثل هذا الكلام الخطير عن زيارة رئيس الحكومة لتيزي وزو.. ويتزامن ذلك مع اتخاذ سوناطراك قرار إلغاء صفقة مع ربراب الخاصة بتسيير محطات الخدمات في الطريق السيّار! من يدفع إلى مثل هذا التعفن غير المسؤول؟! وهل يدرك هؤلاء خطورة ما يقومون به؟حقيقة الرداءة في تسيير الشأن العام والرداءة السياسية والإعلامية أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على البلد.. وليس انخفاض سعر البترول وشح الموارد؟ أعذروني فقد أحسست بدوار يلف رأسي[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات