رحلة الشّيخ عبد الرّحمن بن إدريس التنيلاني إلى الحجّ

+ -

صدر مؤخرًا كتاب “رحلات جزائرية.. رحلة الشّيخ عبد الرّحمن بن إدريس بن عمر بن عبد القادر التنيلاني إلى الحجّ”، بتحقيق الأستاذين خير الدّين شترة وعبد الرّحمن درار، عن وزارة الشّؤون الدّينية والأوقاف في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، في طبعة فاخرة.والكتاب عبارة عن سرد لمجموعة من الأحداث التاريخية المهمّة والتأريخ لأدب الرحلات الحجيّة في إقليم توات على الخصوص، وبالمغرب الأوسط على العموم، في 604 صفحة من الحجم الكبير.استهلّ الباحثان مقدمة الكتاب بعرض موجز عن أدب الرحلات منذ العصور الأولى للدولة الإسلامية، ودورها عند الجغرافيين والمؤرّخين، معتبرين أنّ تدوين الرحلة فن من أهم الفنون الأدبية، حيث تبرز شخصية الرحالة حين يقدّم صورة واقعية عن ما تسفر عنه تلك الرّحلات من معارف علمية وتقاليد ثقافية وطبائع بشرية وأعراف اجتماعية ونماذج حضارية.وأشارا إلى أهميّة كتب رحلات الحجّ (الّتي اشتهر بها أهل تنيلان بمنطقة توات) وزيارة الحرمين من عظم فائدتها العلميّة وقيمتها لدى الباحثين، فضلاً عن ارتباطها بالأماكن المقدّسة، ومن جوانب أهمّيتها أنّها بيان دقيق لحال المسلمين الدّينية ومدى قربهم من الله وإتّباعهم السُنّة خصوصًا ما يتعلّق بأهل الحرم، إضافة إلى وصف الأوضاع السّياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية، ونقل عادات السّكان وطبيعتهم في الأفراح والأحزان وتسجيل سيرة أمراء الحجاز مع الحجّاج وطرق سياستهم للعامّة.وعلى الرّغم من احتواء الخزائن التواتية في الجنوب الجزائري على رصيد هام من الرحلات، الّتي يعود أغلبها إلى الفترة (القرنين 11هـ و12هـ)، سواء أكانت رحلات علمية أو سياحية أو ثقافية واجتماعية وغيرها، إلاّ أنّ الباحثين ركّزا على تحقيق مخطوط هذه الرحلة، وبالنّظر إلى ما ورد فيها من أحداث وتفصيلات تهم الوضع السّياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني والثقافي، ليس للمغرب الإسلامي فقط؛ بل حتّى جُلّ الأقطار المشرقية في فترة تسبق مرحلة الهجمة الاستعمارية على الأقطار الإسلامية قليل، فهي في وقتنا الرّاهن مفيدة وضرورية لقراءة صحيحة لتاريخ الأمّة الإسلامية في الفترة الحديثة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات