عودة قوية للتجارة الفوضوية وأسواق مغطاة بالملايير غير مستغلة

+ -

دخلت السلطات المحلية بولاية بسكرة، في السنوات الأخيرة، في حرب للقضاء على التجارة الفوضوية، حيث تحوّل هذا الملف إلى هاجس مقلق رسم صورا أشبه برسوم الكارتون “توم وجيري”، لكن المحصّلة أن عمليات إنجاز الأسواق الجوارية المغطاة بقيت شاغرة تبحث عمن يستغلها.تحصي ولاية بسكرة 22 سوقا جواريا كلّفت خزينة الدولة الملايير، إلا أن المستغل منها يعدّ على الأصابع. فبخلاف مدينة طولڤة وبدرجة أقل عاصمة الولاية التي استطاعت إلى حد بعيد استغلال هذه الفضاءات الجديدة، إلا أن البقية تؤشر إلى عدم التحكم في هذا الملف.والملاحظ أن التجارة الموازية تستفحل بشكل لافت عشية حلول الشهر الكريم، بسبب توجّه المواطن البسيط للاسترزاق في عملية المتاجرة، مستغلا دخول المسؤولين في عطلة رمضانية. هذه الوضعية نقف عليها في عاصمة الولاية التي ما زالت لم تتخلص من هذه المظاهر رغم محاولة ترحيل التجار إلى سوق الخير وحي 400 مسكن والمنطقة الغربية، لكن الباعة ما زالوا يحتلون الأرصفة والطرقات. ويكشف الاستقصاء الميداني مع التجار حول أسباب الرفض، بأن الأسواق الجوارية جلّها أنجزت في أماكن بعيدة عن التجمعات العمرانية.كما وجدت مصالح بلدية باتنة، صعوبة كبيرة في إنهاء مشكل الأسواق الفوضوية حسب تصريح رئيسها الذي أكد لـ” الخبر”، أن هناك أكثر من 500 محل متواجد على مستوى ثماني أسواق جوارية رفض عدد معتبر من التجار الالتحاق بهم، مفضّلين البيع مباشرة من شاحناتهم ومركباتهم التجارية. ويتواجد بمدينة باتنة لوحدها ما يقارب 10 أسواق فوضوية، تنعدم فيها المعايير الصحية لبيع السلع، خاصة اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض يقصدها المواطن بشكل كبير.كما أثبتت تجربة الأسواق الجوارية للخضر والفواكه فشلها بولاية تبسة، بعد أن كبّدت خزينة الدولة ميزانية باهضة، حيث أحجم المستفيدون منها من شباب التجارة الفوضوية على الالتحاق بها بسبب عزلتها عن الحركة التجارية النشطة في جميع البلديات، فسوق 4 مارس وحي جبل الجرف، لم يتم فتحهما بعاصمة الولاية بسبب هذه الوضعية، وحتى الأسوأ مثل الأروقة بالعوينات والعقلة وتبسة بقيت حبيسة استفادات وهمية ولم يتم استغلال المربعات والمحلات.كما تشهد ولاية قسنطينة نفس الوضعية، فبالرغم من وضع 39 سوقا جواريا للإنجاز في مختلف البلديات، إلا أنها لم تفتتح ولا تزال مغلقة رغم انتهاء الأشغال بها وتعرضت أخرى للتخريب وعمليات السرقة وتحويلها إلى مكان للمنحرفين، فيما لم يتم الانطلاق في الأخرى بسبب مشكل العقار، الأمر الذي جعل التجارة الفوضوية تعود بشكل كبير وتنتعش في المدينة القديمة وحتى في الطرق الوطنية والولائية وبيع كل أنواع المنتوجات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: