تواصل عبر"فايسبوك" أثناء صلاة التراويح وخلافات حول المكيفات

+ -

تعرف العديد من المساجد ظواهر غريبة في شهر رمضان الكريم، خاصة في الأيام الأولى منه، حيث أضحى هذا الشهر الفضيل شماعة لكل الأخطاء والزلات وحتى الأفعال المشينة من سرقة وكذب وسب للذات الإلهية في أجلّ الشهور حرمة وعظمة، ولا يزال الأئمة والخطباء عبر المساجد يخصصون جزءا من الدروس لمحاربة هذه الظواهر يوميا في المساجد، فيما تمكنت التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي من خلط الحابل بالنابل، وصار من العادي جدا أن ترى شبابا في آخر المسجد يتواصلون عبر فايسبوك داخل بيوت الله.شهر رمضان لهذه السنة صاحب توقيته خروج شهر الربيع ودخول فصل الصيف، وعادة ما تكون هذه الأيام مصحوبة بموجة من الأمطار والبرد، ما خلق فتنة داخل المساجد، فكبار السن لا يحبذون تشغيل المكيفات أثناء الصلاة، فيما يعمد الشباب إلى تكييف المساجد بسبب حرارة الجو وتفاديا لشعورهم بالعطش، فيقوم الشيوخ بالصراخ في وجه بعض الشباب، ما يضطر الإمام للتدخل عادة، ووصل الأمر لدرجة وضع لافتات كبيرة توصي بعدم لمس المكيفات أو تشغيلها.وفي آخر المسجد وأثناء صلاة التراويح، يعمد الكثير من الشباب إلى فتح حسابات “فايسبوك” والحديث مع أصدقائهم، ما ولد حالة من الغضب لدى الكثير من المصلين، ووصل الأمر في أحد مساجد مدينة العلمة إلى شجار عنيف استدعى تدخل الإمام، وهو الأمر نفسه الذي تعمد إليه الفتيات في الجناح المخصص للمصليات، وعادة ما يكون الحديث عن الفطور والسهرة الرمضانية هو السمة الغالبة لمعظم النسوة، فمعظمهن يهربن من غسل الأواني وبعض التزامات البيت، وأخريات يجدن في التوجه إلى المسجد فسحة لاستقصاء الأخبار، رغم الملاحظات الكثيرة التي يطلقها الأئمة في كل يوم، التي تتمحور حول ضرورة التزام هؤلاء النسوة بيوتهن للتكفل بأبنائهن الرضع والصغار تبعا لمسؤولية التربية التي تقع على كاهلهن. وما زاد الطين بلة هو مرافقة الأطفال لهن، ما أدى إلى حدوث فوضى، حيث تحولت ساحات المساجد إلى مكان للركض واللعب بعد التقاء الأطفال فيما بينهم، لتنشغل الأمهات بعدها بالقيل والقال دون ممارستهن أدنى رقابة على ما يفعله الأبناء.بقايا التمر تحت الزرابيمن جهة أخرى، وفي مسجد “عين موس” بالمدخل الجنوبي لمدينة سطيف، انتفض إمام المسجد أثناء تقديم الدرس الذي يسبق التراويح وراح يوبخ المصلين على عدم حرصهم على نظافة المسجد خلال تناول الوجبة الخفيفة للفطور التي تسبق صلاة المغرب، فعادة ما يجد المنظفون بقايا التمر تحت الزرابي وكذا مادة الشمة وغيرها، ومن المصلين من يسكب اللبن في الزرابي ما يسبب إلى رائحة كريهة فيما بعد، حيث استحدثت المساجد طاولات في باب المسجد توضع عليها أكواب اللبن والتمر تفاديا لهذه التجاوزات.وفي المسجد نفسه وبعد إعلان لجنة الأهلة عن بداية شهر رمضان يوم الاثنين الماضي، أعلن الكثير من الأئمة إقامة صلاة التراويح، غير أن مسجد “عين موس” لم يقم هذه الشعيرة وفضل أن تكون في اليوم الموالي، ما خلق شحناء كبيرة في أوساط المصلين الذين رفعوا أصواتهم وطالبوا بإقامة الصلاة، وحدثت ملاسنات كبيرة بين مؤيدين لقرار الإمام ورافضين له.إمام مسجد السبطين سامي عيشور لـ”الخبر”: “هناك الكثير من السلوكات المشينة”يرى سامي عيشور، إمام مسجد السبطين الواقع بحي المعدومين الخمسة بمدينة سطيف، أن الحرص على نظافة المسجد وآدابه يوازي المحافظة على صلاة الجماعة، لأن المسجد هو بيت الله والمحافظة عليه ومراعاة نظافته واجب الجميع، بما فيها الهدوء والسكينة وعدم رفع الأصوات داخله، فيما استنكر الإمام الكثير من السلوكات المشينة التي عادة ما تطفو إلى السطح في شهر رمضان الكريم من تلاسن بين المصلين وشجارات وغيرها، ودعا إلى توجيه النفس إلى قراءة القرآن والذكر في كل وقت من الأوقات، مع ضرورة تعليم الأطفال آداب المسجد ومرافقتهم لحفظ وقراءة القرآن رفقة والديهم في الصلوات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات