أمين معلوف يتحوّل إلى "ليون الإسرائيلي"

+ -

لا تزال مداخلة الروائي اللبناني أمين معلوف، وظهوره على قناة تلفزيونية إسرائيلية تثير جدلا في لبنان، فقد اتهمه البعض بـ ”الخيانة”، ودافع آخرون عن حقه في الترويج للثقافة. واعتبر ناشطون لبنانيون، أول أمس، أن ظهور معلوف على قناة ”أي 24” الإسرائيلية هو ”خرق لقانون منع التطبيع في لبنان، بأقل وصف”، مضيفين أنّ ”التساهل والنعومة في التعاطيمع حالات تطبيع مشابهة في الماضي، أوصلانا إلى حالة رثة”.

أصدرت اللجنة اللبنانيّة للمقاطعة الثقافيّة والأكاديميّة لـ”إسرائيل”، بيانا تطالب فيه الكاتبَ اللبنانيّ أمين معلوف بالاعتذار عن ظهوره على قناة ”أي 24” الإسرائيلية. وسبق للكاتب الصحفي بيار أبي صعب، وأن وجّه نقدا للروائي أمين معلوف بسبب قبوله استضافة محطة تلفزيونية إسرائيلية. واعتبر أبي صعب أن مواقف صاحب ”ليون الإفريقي”، تندرج ضمن مساعي التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني.استنكر أبي صعب ظهور أمين معلوف على قناة ”أي 24” التي يديرها فرانك ملول، وتدافع عن سياسات الليكود الدموية. وجاء في مقال بيار أبي صعب المنشور بجريدة ”الأخبار اللبنانية”، بعنوان ”أمين معلوف… ليون الإسرائيلي”، وكتب عنه ”إنه ساذج لدرجة أنّه لم يرَ الفخ ولم يجد حرجا من هذه ”المبايعة” الرمزية لإسرائيل”، وطالب الروائي اللبناني بالاعتذار عما اعتبره ”سقطة”. وبحسب أبي صعب، فإن ظهور أمين معلوف اعتمد على ”تقنية الحفر المنهجي لتقديم التطبيع الثقافي مع الاحتلال بصفته ”تفاعلاً” بين طرفين متساويين”.ومن جهته، كتب اسكندر حبش في جريدة ”السفير” اللبنانية ما يلي: ”إذا كان معلوف في كتابه الأول، حاول أن يعيد تصويب بعض مسارات التاريخ، أو على الأقل أن يقدم وجهة نظر مختلفة عن هذا التاريخ، فإن ظهوره على شاشة إسرائيليه لا يفعل شيئا سوى هدم تاريخ بأسره، بل هدم ذاكرة وتشويهها إلى أقصى حد”.وفي السياق نفسه، أصدرت أول أمس اللجنة اللبنانيّة للمقاطعة الثقافيّة والأكاديميّة لـ ”إسرائيل”، بيانا جاء فيه: ”نطالب الكاتبَ اللبنانيّ الكبير أمين معلوف بالاعتذار عن تلك المقابلة، احتراماً للشهداء والأسرى وعائلاتهم، وللمشرّدين واللاجئين اللبنانيين والفلسطينيين، ولدوْر الثقافة (المفترض) في خدمة العدل والإنسانيّة، نجدّد دعوةَ كافّةِ الكتّاب والمثقفين العرب إلى مقاطعة كيان العدوّ، ومقاطعةِ مختلف مؤسّساته الإعلاميّة والنشريّة والأكاديميّة والفنيّة، على طريق عزله في عين العالم، بوصفه كياناً مرفوضاً، لا مكانَ له في عرف المظلومين والأحرار”.وذكر البيان أن صاحب قناة ”أي 24” الإسرائيلية، ”فرانك ملول”، يعد من أشد المدافعين عن الدولة العبرية، فتساءل: ”هل كان أمين معلوف يَعْلم هذه الحقائقَ حين وافق على إجراء المقابلة؟ نحن نربأ بمعلوف أن يَعْلم تلك الحقائق، لأنّ معنى ذلك أنّه يوظّف شهرتَه، وتميّزَه الإبداعيّ، وعضويّته في الأكاديميّة الفرنسيّة من أجل تحقيق هدف المحطّة في وصل إسرائيل بالعالم”، مضفياً بذلك ”شرعيّةً لاأخلاقية” على إحدى أدوات الاحتلال والاستيطان والإجرام والتهجير والعنصرية، ألا وهي وسائلُ الإعلام الإسرائيلية. فكيف إذا دقّقنا في المقابلة ولاحظْنا تركيزَ مُقدِّمة البرنامج على جنسيّة معلوف ”اللبنانيّة”، بما يوحي بـ ”طبيعيّة” العلاقة بين ”البلدين”، و”تبرئةِ إسرائيل من دم اللبنانيين؟”.والمفارقة، حسب ما جاء في البيان، أن مقابلة أمين معلوف تأتي وسط تعاظم مقاطعة الكُتّاب والأكاديميين والطلّاب والمثقفين والعلماء في العالم لـ ”إسرائيل”: من جون بيرجر، وأليس ووكر، وستيفان كينغ، واتحاد المعلّمين في ايرلندا، إلى أكثر من 30 جمعيّة طلّابية أميركيّة، و11 جمعيّة طلّابيّة كنديّة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات