+ -

 إنّ فضيلة الإخلاص نعمة يمُنّ بها الله تبارك وتعالى على مَن يشاء من عباده، وإذا أبغض الله عبدًا فاسقًا أو مُرَائيًا حرمه هذه الفضيلة، ولذلك قال بعض السّلف: “إذا أبغض الله عبدًا أعطاه ثلاثًا ومنعه ثلاثًا، أعطاه صحبة الصّالحين ومنعه القبول منهم، وأعطاه الأعمال الصّالحة ومنعه الإخلاص فيها، وأعطاه الحكمة ومنعه الصّدق فيها”.وفضيلة الإخلاص هي الّتي تحرّك في نفس الإنسان كريم البواعث ونبيل الحوافز، فلا يتحرّك إلى العمل لهوى خسيس، أو غلّ دنيء أو رياء موبق، بل يتحرّك طلبًا لرضا الله سبحانه وتعالى وحبًّا في عمل الخير ورغبة في التّعاون مع كرام النّاس، وتطلّعًا إلى سيادة الحقّ والعدل والبرّ، وهذا لا يمنع الإنسان أن يتمتّع بالطيّبات وزينة الله في هذه الحياة. والإخلاص بعد هذا تتعدّد جهاته ونواحيه ومقاصده في الحياة فإذا كنا نرى في القمّة إخلاص العبد لربّه وهو إفراد بالعبادة والتّقديس، ففي ظلال هذه القمّة تبدو ألوان أخرى من الإخلاص، فهناك إخلاص الإنسان لوطنه بأن يُحبّه ويدافع عنه ويضحّي في سبيله بالنّفس والنفيس وهناك إخلاص المرء لأهله وأصدقائه ومواطنيه، وهناك إخلاص المرء لبني الإنسان وهم إخوته في الإنسانية بأن يريد لهم الخير ويعمل لذلك ما استطاع إليه سبيلاً.وما شاع الإخلاص بين قوم في شؤون الدّين والدّنيا إلاّ عمّهم الخير والحقّ وزهق بينهم الشرّ والباطل وكانوا في الدّارين من السّعداء. هدانا الله لطريقتهم أمين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات