+ -

لما كان هذا المقصود إنما يتم مع الصوم، شرع الاعتكاف في أفضل أيام الصوم وهو يوم العشر الأخيرة من رمضان. ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطرًا قط، بل قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “لا اعتكاف إلا بصوم” رواه أبو حنيفة ومالك وأحمد.ولم يذكر الله سبحانه وتعالى الاعتكاف إلا مع الصوم ولا فعله النبي عليه الصلاة والسلام إلا مع الصوم. قال تعالى: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُن وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فٍي الْمَسَاجِد} البقرة:186. فالاعتكاف يعني الخُلوة إلى الله في المساجد وعدم دخول البيوت إلا لضرورة قصوى غير متوقعة أو حتمية، فهي فترة تجرد لله تعالى ومن ثم امتنعت فيها كما ترى المباشرة تحقيقًا لهذا التجرد الكامل الذي تنسلخ فيه النفس من كل شيء ويخلص فيه القلب من كل شاغل. وأما فضول الكلام، فإنه شُرع للأمة حبس اللسان عن كل ما لا ينفع في الآخرة. وأما فضول المنام، فإنه شرع لهم من قيام الليل ما هو من أفضل السهر وأحمده عاقبة وهو السهر المتوسط الذي ينفع القلب والبدن ولا يعوق عن مصلحة العبد. ومدار رياضة أرباب الرياضات والسلوك على أن هذه الأركان الأربعة وأسعدهم بها من سلك فيها المنهاج النبوي ولم ينحرف انحراف الغافلين ولم يزغ زيغ الغُلاة في الدين ولا قصر تقصير المفرطين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات