مسيحيــون "يصومـون" عن الأكـل في رمضان

+ -

بينما يجهر جزائريون بالإفطار في نهار رمضان، معتبرين ذلك حرية شخصية، يرفض أجانب مسيحيون موجودون في الجزائر الإفطار علنا احتراما لمشاعر المسلمين الجزائريين. تضم مدينة حاسي مسعود ومحيطها إحدى أكبر الجاليات المسيحية في الجزائر، وقد حاولنا معرفة كيف يقضي المسيحيون الأجانب شهر رمضان في الجزائر.الإسلام لغز بالنسبة للمسيحيينيقول السيد بن داسة دريد، عضو سابق في المجلس الشعبي البلدي لحاسي مسعود، وعضو لجنة الدعوة الدينية التي تقوم بتوزيع مطويات دعوية على المسيحيين في الجزائر “يوجد في مدينة حاسي مسعود ما لا يقل عن 15 ألف مسيحي من جنسيات مختلفة، كلهم يعملون في حقول النفط المنتشرة على امتداد البصر في محيط مدينة حاسي مسعود”، ويعمل المسيحيون من العمال الأجانب في شركات النفط الأجنبية والمختلطة، وهم من جنسيات مختلفة من عشرات الدول، كما يقول السيد بن داسة.وحسب الأخير، فإن مدينة حاسي مسعود تشهد أكبر نسبة إقبال على اعتناق الإسلام في الجزائر، ربما بسبب عدد المسيحيين، ويضيف بن داسة “لاحظت أن الإسلام بالنسبة للمسيحيين لغز كبير يحاولون فكه، وإن عرفوه على حقيقته، اعتنقوه على الفور، فالقضية قضية اقتناع”.السيجارة أكثر شيء يستفز المسلمينلا يقبل المسلمون وهم صائمون، أن يدخن أحد بالقرب منهم، ويعمد بعض المتطرفين المسيحيين للمبالغة في التدخين أمام المسلمين في شهر رمضان، إلا أنهم أقلية. ويقول السيد مسعود عبد الباقي، موظف في شركة “اتش.أم.سي” الأمريكية لخدمات النفط في حاسي مسعود: “عاقبت إدارة الشركة العام الماضي موظفا من جنسية هولندية، بسبب شكوى قدمها في حقه عمال جزائريون قالوا إنه يتعمد الإكثار من التدخين في نهار الصيام، ثم تبين أن الموظف لا يدخن في الأصل”، ويضيف مسعود “قررت الشركة نقل الموظف في إطار إجراء عقابي ولمنع أي انزلاق للوضع”.ويقول السيد هاشمي محمد، تقني في شركة سوناطراك من حاسي مسعود: “أعمل مع الأجانب المسيحيين منذ أكثر من 20 سنة في حقول النفط المختلفة، وصادفت في مشواري المهني بعض المسيحيين المتطرفين الذين يستغربون صوم المسلمين في رمضان ويفطرون علنا أمام المسلمين، ويعمدون لإشعال السجائر وهم بالقرب من المسلمين، إلا أن هؤلاء هم في الواقع أقلية مقارنة بالغالبية العظمى من المسيحيين الذين يحترمون صوم المسلمين ويعمدون للتخفي أثناء الإفطار قدر الإمكان أثناء التدخين أو الأكل، وأذكر رئيس مشروع فرنسي عندما وبّخ أحد المهندسين الفرنسيين بعد أن بادر للتدخين وسط مجموعة من العمال الجزائريين الصائمين.ويقول السيد بن طالب مهدي، وهو موظف سابق في شركة هاليبيرتون النفطية الأمريكية، “عملت مع أكثر من 150 مسيحي من مختلف الجنسيات في موقع نفطي بولاية إليزي عام 2004، أغلبهم كانوا يحترمون شعور العمال المسلمين ويعمدون إلى عدم إظهار صيامهم”.عندما دخل مهندس بولوني الإسلاميقول السيد صاوي عبد العظيم، إمام تم انتدابه قبل سنوات للعمل في قواعد نفطية كبرى من قبل مديرية الشؤون الدينية بولاية ورڤلة: “عملت 4 سنوات متنقلا بين عدة قواعد للنفط في حاسي مسعود وعين أمناس، ولاحظت أن المسيحيين القادمين من دول غربية يقبلون أكثر على محاولة التعرف على الدين الإسلامي في شهر رمضان”، ويضيف “أتذكر أنه في عام 2001 في قاعدة قرد النص النفطية، طلب مني تقني من جنسية بولونية حضور صلاة التراويح، وعندما شرحت له أنه لا يجوز لغير الطاهر حضور الصلاة تطهر وطلب مني أن افتح النافذة كي يتسنى له متابعة صلاة التراويح، وبعدها فوجئت أن المهندس، وكان يدعى رافيتش، كان مواظبا على الوقوف قرب النافذة، وفي اليوم الرابع بعد عيد الفطر تقرب من وطلب مني إرشاده للدين.. كانت هناك صعوبة في التواصل بسبب كلامه بالإنجليزية، وقد غادر رافيتش الجزائر بعد أشهر قليلة، وأتواصل معه إلى اليوم عبر الهاتف وفايسبوك، وقد أشهر إسلامه في عام 2002 في تركيا بعد أشهر قليلة من مغادرته الجزائر، وهو الآن يسمى خالد”.ويضيف الشيخ الصاوي “لا يكف الأجانب عن سؤالي عن سبب وهدف وكيفية الصوم، وأغرب سؤال طرح علي كان: هل صام محمد صلى الله عليه وسلم؟؟”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: