لعبة السيڤ ملاذ الصائمين في النعامة

+ -

اشتهرت مدن النعامة وقراها بالكثير من الألعاب الشعبية سواء في شهر رمضان أو غيره من الشهور الأخرى، وذاع صيتها وسط السكان الذين يمارسونها في الأحياء وعلى قارعة الطرقات وفي الساحات العمومية في أوقات فراغهم في أجواء تنافسية يغلب عليها الحماس وسخونة الأعصاب بين المتنافسين في حدود الروح الرياضية.ومن أهم هذه الألعاب التي توسعت وتنامت بين سكان النعامة وهي تحظى بميزة خاصة في شهر الصيام، نجد لعبة السيڤ التي يملأ بها الصائمون ما تبقى من وقت عقب أدائهم لصلاة العصر، وانتظار أذان المغرب، حيث يلتقون في حلقات دائرية أغلبهم من المشجعين والفضوليين.هذه اللعبة عبارة عن عصيات مصنوعة من الخشب أو القصب وعددها أربع سيڤات بأحجام متساوية ووجهين مختلفين، تمارس من طرف الكهول والشيوخ في حين يعزف عنها الشباب الذين يفضلون لعبة “الضامة” و”الدومينو”، ويقتصر حضورهم للفرجة والترفيه ليس إلا..يلعب السيڤ بلاعبين أو ثلاثة في كل فريق، أما انطلاقتها فتكون بإجراء القرعة لتحديد من يبدأ اللعب أولا بكيفية متناسقة وموحدة بين الجميع، حيث تضم العصيات الأربعة إلى بعضها ثم تنشر على الأرض بوضعيات وأشكال لا يجيد قراءتها إلا من له دراية بحساباتها التي تختلف من دار ثلاثة، مريبعة، عود، ستة، وسيق، وعلى إيقاع هذه القراءات تتحرك الحجارة أو القطع المعدنية التي تستند على ما يعرف بالدارة وهي طاولة مستطيلة الشكل مقسمة إلى خانات تحمل كل واحدة قطعة حجارة وكثيرا ما تكون أغطية قارورات المشروبات التي تجمع خصيصا لهذه اللعبة، على أن يكون الفوز حليف الفريق الذي يتمكن من إزاحة حجارة خصومه من الخانات، ويستمر اللعب إلى غاية أذان الإفطار، حيث يفترق الجميع على أمل اللقاء عشية اليوم الموالي. لعبة السيڤ تعتمد كثيرا على مهارة الحساب وكيفية رمي العصيات التي تصنع التحرك والتناسق داخل الخانات للفوز بالمباراة، ومن هذه الأهمية فهي تصنع فضاءات تنافسية، لكنها حميمية لتنمية علاقات التواصل وتعميق الألفة بين اللاعبين، كما أنها فرصة للترفيه عن النفس وملء الفراغ الذي كثيرا ما يصنع بصاحبه ما لا يصنعه العدو بعدوه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: