بكاء الرضيع دون سبب علامة على آثار مرض معيّن

+ -

يحتاج الصغار إلى النوم أكثر من الكبار على العموم، إذ ينام الرضع تحت عمر الثلاثة أشهر ضعف مقدار نوم الأشخاص البالغين، كما ينامون نصف هذه المدة أثناء النهار، حيث يساهم النوم خلال هذه المرحلة في تكوينهم الصحي. لكن هناك حالات خاصة يعاني فيها الصغار من تذبذب نومهم، مرده دون شك مرض يعانيه على مستوى أحد الأعضاء النبيلة باسمه.وعن الحالات المرضية التي من شأنها أن تكون مصدر إزعاج لصغار الرضع وتحرمهم من النوم، فيعبّرون عن إزعاجهم بالبكاء المتواصل، أكد لنا الدكتور عبد الناظر فافا، اختصاصي أمراض الأطفال بمستشفى الحراش، أن الأمر قد يتعلق بتشوهات خلقية يكون قد ولد بها الصغير، وتكون على مستوى ما يعرف بالأعضاء النبيلة، وهي القلب والكلى والمخ، وكذا الجهاز الهضمي والرئة، على الطبيب أن يكشف عنها قصد العلاج.كما قد يتعلق الأمر بعوامل مكتسبة، مثل إصابة الرضيع بعدوى بولية أو غازات سببتها له بعض المواد الغذائية، أو فيروسات على مستوى المجاري التنفسية منعته من النوم الهادئ، أو حتى طفيليات وديدان تعطي حكة على مستوى الشرج وتمنعه من النوم، فيعبّر عن ذلك بالبكاء، إلى جانب مشكل حركة الأمعاء من إسهال أو إمساك، من شأنه أن يعطي انتفاخا على مستوى الجهاز الهضمي للصغير نتيجة الإفرازات الغازية وتخمرات الأكل والحليب. ويضيف محدثنا قائلا: إن هناك عوامل نفسية من شأنها أن تؤثر كذلك على نوم الصغير، كأن تكون والدته تعاني اكتئابا أو اضطرابا نفسيا يؤثر مباشرة عليه ويحرمه النوم.. “كما أن العائلة غير المنتظمة في عاداتها وسلوكياتها، التي تعتمد النوم المتأخر ولا توفر لصغيرها نمطا معيشيا سليما، تؤثر سلبا على مسار نوم ذلك الصغير، ليصبح التذبذب هو ميزته الأساسية، الذي ينعكس طبعا ببكاء متواصل ودون انقطاع”، يقول محدثنا، موضحا أن حجم ساعات نوم الصغار بعد الولادة عادة ما يتراوح بين 14 و16 ساعة يوميا، وأنه كلما كان قلّ عمر الصغير، كلما زادت ساعات نومه التي تتخللها فترات صحو، يأخذ خلالها الرضيع جرعات حليب من صدر أمه، أو يتم خلالها تغيير الحفاظة ويرجع بعدها إلى نومه، حيث تتميز هذه الفترة العمرية بالنوم الهادئ والعميق.ولضمان استمرار فترات نومه الهادئ، يوصي اختصاصيو طب الأطفال النفسي بتنظيم نمط نوم الطفل وتلقينه عادات مفيدة للنوم، كأن تقتني له أمه لعبة “دب صغير” أو بطانية تصبح من المقتنيات العزيزة على قلبه، التي تساعده على التهدئة لكي ينام.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات