16 مؤرخا ومفكرا يطالبون بإعادة جماجم المقاومين الجزائريين إلى أهلهم

+ -

طالب ستة عشرة مؤرخا ومثقفا فرنسيا وجزائريا، من الحكومة الفرنسية أن تعيد إلى الجزائر جماجم عدد من المقاومين الجزائريين المتواجدة حاليا في المتاحف الفرنسية. وعبّر هؤلاء في عريضة نشرتها يومية “لوموند” أول أمس، بعنوان “ماذا تفعل رؤوس المقاومين الجزائريين في متحف الإنسان” عن رغبتهم في “المساهمة من أجل تسليط الضوء على إحدى الصفحات المظلمة من تاريخ فرنسا”. وعبّروا عن دعمهم لنداءات الجزائريين الداعية لاسترجاع رفاة الشهداء “حتى يتم تخصيص قبور تليق بمقامهم”. انطلق المطلب الجزائري في ماي 2011، حينما وجّه المؤرخ علي فريد بلقاضي عريضة “لاسترجاع جماجم المقاومين الجزائريين المعروضة في المتاحف الفرنسية”، وبالأخص جماجم المقاومين الذين قتلوا أثناء عملية الغزو بين 1840 و1850، والمتواجدة بمتحف “الإنسان” بباريس من بينها جمجمة الشهيد الشيخ بوزيان قائد ثورة الزعاطشة سنة 1849. وفي ماي الفارط جدد الباحث ابراهيم سنوسي المطالب الواردة في العريضة لإعادة ذات الجماجم للجزائريين.  وضمت العريضة التي نشرتها يومية “لوموند” أول أمس، أسماء مؤرخين كبار، على غرار محمد حربي، بنيامين ستورا، روني غاليسو، جيلبير مينييه، جيل مونسيرون، رافائيل برانش، إضافة إلى مثقفين وعلماء اجتماع على غرار عيسى قادري، كريستين شولي عاشور، ومليكة رحال ومحمد الطيب عاشور.وحسب الموقّعين على العريضة، فقد بات من “الضروري” تعميم العريضة التي أطلقها المؤرخ علي فريد بلقاضي، واستندوا لكتاب “الحرب وحكومة الجزائر” للصحفي لوي دي بوديكور” الذي كشف عن تعرّض أكثر من ثمانمائة جزائري لإبادة كاملة خلال معركة الزعاطشة، يتواجد أغلب جماجم هؤلاء بالمتاحف الفرنسية، منها متحف الإنسان. وبالمناسبة صرح مديره ميشال غير لوكالة الأنباء الجزائرية في جوان الفارط قائلا: “نحن مستعدون لدراسة طلب إعادة جماجم الجزائريين المحفوظة في متحفنا”، مشيرا إلى “عدم وجود أي عائق قانوني لإرجاعها”.  للعلم، هاجم الجنرال الفرنسي “هيربيون” يوم 25 نوفمبر 1849 واحة الزعاطشة بعد أن استعصت على قواته، فارتكب مجزرة في اليوم الموالي بعد أن تعزّز بقوات كبيرة تقدّر بأكثر من 5000 جندي فرنسي. وقتل خلال الهجوم أكثر من ثمانمائة من أهل الزعاطشة، وألقي القبض على الشيخ بوزيان زعيم الزعاطشة، وابنه الذي لا يتجاوز من العمر السادسة عشر والشيخ موسى الدرقاوي، في يوم 26 نوفمبر1849، فأمر “هيربيون” بقطع رؤوسهم وتعليقها على أبواب مدينة بسكرة عدة أيام، ثم نقلت إلى متحف بفرنسا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات