+ -

عاشت فرنسا، ليلة الخميس إلى الجمعة، بمدينة نيس السياحية الشهيرة، الكائنة في الجنوب الشرقي، ليلة رعب وذعر بسبب مجزرة دامية جديدة وقعت في حدود العاشرة والنصف مساء، لحظات بعد انتهاء الألعاب النارية تزامنًا مع الاحتفالات بالعيد الوطني الموافق لـ14 جويلية.دهس سائق شاحنة تبريد، كان يسير بسرعة جنونية على طول شارع “لا برومناد دي زونغليه” المعروف، آخذًا في طريقه جموعًا غفيرة من الناس كانت حاضرة بعين المكان، مع إطلاقه النار أيضًا عبر نافذة الشاحنة باستعمال مسدس، من أجل إسقاط المزيد من القتلى وإحداث أكبر عدد ممكن من الضحايا. أردى هذا الشخص 84 قتيلا و18 جريحًا في حالة خطيرة من بينهم أطفال ونساء ومسنون من مختلف الأعراق والأجناس. ولحسن الحظ تمّ القضاء عليه بعدما جاب مسافة كيلومترين اثنين على طول الشارع، وتمّ العثور على أسلحة وقنابل على متن الشاحنة والمسدس الذي استعمله.الحادث وقع في أكبر شارع سياحي على الكورنيش بمدينة نيس “لا برومناد دي زونغليه”، الّذي يقصده السياح بكثرة من مختلف الجنسيات: الأمريكية والإنجليزية والعربية منها الجزائرية والفلسطينية والتونسية والمغربية، حسبما رواه شهود عيان كانوا في عين المكان، نقلت قنوات التلفزيون الفرنسية شهاداتهم الحية مباشرة بعد وقوع الاعتداء وهم في حالة ذعر وتحت وقع الصدمة، يتقطع كلامهم من حين إلى آخر من شدة الهلع والذعر.. حيث أفاد الشاهد أمين بأنه كان هناك العديد من العائلات وهي عادة في مدينة نيس، أين تخرج مئات العائلات للتجول بشارع “لابرومناد دي زونغليه” لمشاهدة استعراضات الألعاب النارية الخاصة بعيد الجمهورية المصادف لـ14 جويلية من كلّ سنة، لاسيما تزامنها مع موسم الاصطياف وتوافد السياح عليها لجمال الكورنيش.وقال الشاهد أمين دائمًا بأنه كان برفقة العديد من العائلات الفلسطينية والجزائرية من بينها امرأة قدمت من الجزائر العاصمة في زيارة لابنتها لقيت حتفها في هذا الاعتداء الأليم حسب شهادة هذا الأخير. صارخًا على قناة “فرانس 24” بأنه لن يسمح لهؤلاء القتلة، وهو جد مذعور، ولا يصدق كيف نجا، بعد أن طلب منهم الفرار نحو شاطئ البحر وعدم المشي على حافة الطريق. لكنه تعجب من التقصير الأمني الذي كان بعين المكان، خاصة في حالة الطوارئ وأثناء الاحتفال بعيد الجمهورية 14 جويلية.وشاهد آخر على قناة “إي تيلي” صرح بأنه رأى بعينيه امرأة وطفلا لا يتعدى عمره سنتين تدهسهما الشاحنة، ما جعله يفقد توازنه، ثمّ بدأ بدوره يبحث عن أطفاله وزوجته، فيما أضاعت امرأة أخرى طفلها يبلغ من العمر 8 أشهر وسط الازدحام والهلع وفزع الأشخاص الذين كانوا يهربون في كلّ اتجاه، ووجدته لحسن الحظ بفضل مواقع التواصل الاجتماعي.وكان بعض الساسة الفرنسيين على رأسهم مرشح رئاسيات 2017، آلان جوبيه، قد انتقدوا التقصير الأمني وعدم اتخاذ الإجراءات الكافية لتأمين الاستعراضات. فيما كانت مصالح الاستعلامات قد قالت بأنها على دراية بوقوع اعتداءات إرهابية، وأنه سيتم استعمال سيارات مفخخة. لكن لم يتوقع الجميع بأن تكون الضربة الإرهابية بهذه الفظاعة والبشاعة بقتل الأطفال والنساء وكل المواطنين العزل.للعلم، قطع فرانسوا هولاند زيارته إلى مدينة أفينيون على جناح السرعة، وتنقل بعد منتصف الليل إلى باريس من أجل ترؤس خلية أزمة بمقر وزارة الداخلية في ساحة بوفو، بحضور وزراء، وهذا لبحث خطة أمن للتصدي لهذه الاعتداءات الجديدة خاصة وأن فرنسا مازالت تعيش تبعات هجمات 13 نوفمبر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: