+ -

أسدل، سهرة أول أمس الخميس، الستار على الميركاتو الصيفي الخاص بموسم 2016/2017 في ظروف لم تكن مغايرة عن سابقتها من خلال تكرار مشاهد الفوضى من جهة، ودخول بعض النوادي في سباق ضد عقارب الساعة من أجل تأهيل اللاعبين الجدد. بينما تنتظر الأندية المحرومة من الانتدابات بسبب ديونها مع اللاعبين، “رحمة” الرابطة من خلال الحصول على رخصة استثنائية أو مهلة لتسوية ديونها قصد تأهيل لاعبيها الجدد.

يعتبر فريق سريع غليزان مثالا حيا عن الانتدابات العشوائية التي قامت بها نوادي الرابطة المحترفة الأولى هذه الصائفة، فقد انتدبت إدارة الفريق 16 لاعبا بعدما فقد النادي نهاية الموسم الماضي 21 لاعبا بسبب إقدام لجنة النزاعات على تسريحهم نتيجة عجز الشركة عن تسوية مستحقاتهم المالية.ورغم إبرام صفقات مع 16 لاعبا، إلا أن إمكانية تأهيلهم تبقى مرتبطة بتسوية الديون العالقة. كما جاء في المركز الثاني كل من مولودية وهران ونصر حسين داي بـ13 لاعبا، ويليهم في صف الثالث كل من مولودية الجزائر، دفاع تاجنانت، وشباب قسنطينة بـ12 لاعبا، ليبقى الشباب بلوزداد الأقل نشاطا في الميركاتو بخمسة لاعبين.وبعملية حسابية، فإن 12 ناديا محترفا انتدب 219 لاعب، مقابل تسريح 125 لاعب، والأندية الأكثر تخليا عن اللاعبين يتقدمهم فريق مولودية وهران، اتحاد الجزائر وشباب قسنطينة بـ14 لاعبا، ونصر حسين داي 13 لاعبا.”الاعتماد على ما فوق السن الـ 30 موضة جديدة”تراهن بعض النوادي التي تسمى بـ “الكبيرة” على عامل الخبرة في انتداب اللاعبين وتعزيز صفوفها، حيث يبقى مولودية الجزائر النادي الأكثر استهلاكا للاعبين ما فوق السن الـ 30 في صورة بوڤش 34 عاما، سوڤار 32 عاما وزرداب 35 عاما، مثلما هو الحال بالنسبة لفريق شبيبة القبائل الذي قامت إدارته بجلب حرباش 33 عاما وزياية 33 سنة، فيما اكتفى الوفاق بضم الهدّاف السابق لشباب قسنطينة بولمدايس 34 عاما. واسترجعت مولودية وهران بعض لاعبيها الذين تجاوزوا السن الثلاثين في صورة عوّاد، فراحي، وبن علي المستقدم من مولودية بجاية، وخاصة متوسط الميدان الوفاق دلهوم مراد صاحب الـ31 سنة.نقاش يصنع الحدث وعبيد ينقذ الحراشعكس المواسم الماضية، فإن أندية الدرجة الأولى المحترفة أجبرت على الدخول في مفاوضات مع بعض الفرق من أجل شراء عقود اللاعبين المستهدفين، في صورة مهاجم شباب بلوزداد هشام نقاش الذي سرح للعميد مقابل مليار و500 مليون سنتيم، زائد 300 مليون التي تمثل مستحقاته المتبقية من الموسم الماضي.وتبقى هذه الصفقة الأغلى في سوق التحويلات الصيفية التي أبرمها العميد، رغم أن اتحاد الجزائر عرض ملياري سنتيم على البلوزداديين، لكن مسيري الشباب كانوا على وعدهم ولم يساوموا في صفقة نقاش.كما تأتي صفقة المهاجم عبيد في المركز الثاني بـ1 مليار و300 مليون سنتيم، التي تمكن من خلالها رئيس اتحاد الحراش من تسوية 70 في المائة من ديون اللاعبين السابقين، ما جعله يحصل على مهلة إضافية من طرف لجنة النزعات لإكمال المبلغ المتبقي من الديون السابقة للاعبين، وبالتالي تجنب فريقه عقوبة الحرمان من الانتدابات التي قام بها هذا الصيف.وكلفت صفقة بن قابلية خزينة شبيبة القبائل 900 مليون سنتيم، فيما اضطرت إدارة اتحاد بلعباس لشراء عقد ثابتي من جمعية وهران بـ800 مليون. كما أنّ صفقة صانع ألعاب دفاع تاجنانت أمير سعيود كلّفت اتحاد الجزائر 500 مليون سنتيم، لكن بالمقابل استفادت خزينة نادي سوسطارة من مبلغ 2.5 مليار سنتم بعدما أجبر الرئيس ربوح حداد نظيره في النادي القسنطيني بولحبيب على شراء عقود اللاعبين في صورة المهاجم الإيفواري مانتشو بعد منافسة شرسة مع مولودية وهران، إلى جانب عقدي بيتاش وطايب، هذا الأخير الذي كان معارا الموسم الماضي إلى الأمل الأربعاء.”الحمراوة” خسروا مانتشو ولم يستفيدوا ماليا من صفقة بن يحيىيبقى رئيس مولودية وهران بلحاج أحمد المعروف بـ«بابا”، الخاسر الأكبر في الميركاتو الصيفي، فقد فشل في إقناع المهاجم الإيفواري كوديو مانتشو من أجل حمل ألوان “الحمراوة” بعد استلامه ورقة الإعارة، لكن حنكة وقوة إقناع رئيس شباب قسنطينة محمد بولحبيب كانت وراء خسارة “بابا” عملية مبادلة مع رئيس الاتحاد حدّاد ربوح الذي كسب صفقة المدافع المحوري المغترب نور الدين بن يحيى، لكن بابا خسر كل شيء وضيع خدمات بن يحيى دون أن يستفيد من صفقة تحويله إلى حامل اللقب.عشوائية في اختيار اللاّعبينمن طرائف الميركاتو الصيفي هذا الموسم، أن سريع غليزان لم يحفظ درس الموسم الماضي عندما أقدم على انتداب لاعبين برواتب وصلت إلى 140 مليون سنتيم في الشهر لبعض للاعبين يصنفون من الدرجة الثانية. ففي وقت الذي كان على الإدارة أن تراجع حساباتها وتتفادى أخطاء الماضي، راح الرئيس بوهني يختار كالعادة أسهل الحلول بانتداب 12 لاعبا في ظرف لم يتجاوز عشرة أيام، بل وقبل معاينتهم من طرف مدرب الفريق الذي أجزم بأن أغلبية اللاعبين المستقدمين لا يملكون المستوى للعب في القسم المحترف، معترفا بمحدودية مستواهم بعد معاينتهم في المواجهات الودية في صورة خلفاوي وسعداوي، وبولمدايس، وعلي مسعود، وبراهمية... والقائمة طويلة، كان آخرهم الحارس مرزوڤي.شباب بلوزداد يحافظ على الاستقراريبقى شباب بلوزداد النادي الأكثر استقرارا للرابطة الأولى في المواسم الأخيرة، فقد اكتفى خلال المركاتو الصيفي الحالي بخمسة (5) لاعبين جدد. وحقق ممثل حي “لعقيبة” الذي أنهى موسم 2015-2016 في الصف الرابع، عملية مربحة قبل ساعات من غلق مرحلة الاستقدامات باستفادته لمدة موسمين من خدمات الحارس الدولي الأولمبي عبد القادر صالحي القادم من جمعية الشلف.ولم يعرف الصاعدان الجديدان لقسم النخبة، اتحاد بلعباس وأولمبي المدية، نشاطا حثيثا خلال الميركاتو الصيفي الحالي، خلافا لشباب باتنة، فقد اكتفيا على التوالي بـ8 و7 لاعبين.وبخصوص التسريحات، حقق شباب قسنطينة الرقم القياسي باستغنائه عن 14 لاعبا، شأنه في ذلك شأن الاتحاد.أما وفاق سطيف الذي يعتبر من أكبر الميزانيات للرابطة الأولى، فبقي محافظا على تقاليده السابقة من خلال جلبه ما لا يقل عن 9 لاعبين جدد. ورغم إقصائه من منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، لم يعتمد مسيرو النسر الأسود سياسة الاستقرار من خلال جلبهم لهذا العدد، مقابل تسريح 11 لاعبا، وفي مقدمتهم مراد دلهوم الذي حط الرحال بمولودية وهران.من جهتهما، أجرت شبيبة القبائل ومولودية الجزائر تغييرات هامة باعتمادهما على عشرة لاعبين جدد، على غرار الموسم الماضي. وجلبت شبيبة الساورة وصيف بطل الجزائر 7 لاعبين مقابل تسريح 3 لاعبين فقط، خاصة وأنها تستعد لمشاركة تاريخية في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات