"الشعب الفلسطيني حي مليء بالحب والأمل"

+ -

تصر المخرجة الفلسطينية نجوى نجار على سرد القصص الإنسانية، فـ”الحب” بالنسبة لها هو “نبض السينما والحياة في فلسطين”، وهذه الصور التي يرفض التلفزيون التركيز عليها في مقابل التسويق للمعاناة والألم تستحق الاهتمام وأن ننجز حولها الكثير من الأفلام، لأنها، حسبها، “سلاح قوي للدفاع عن القضية الفلسطينية”.كما تقول المخرجة الفلسطينية التي قدمت فليمين روائيين عن فلسطين “مر الرمان” و”عيون الحرامية” وأفلام وثائقية وقصيرة كلها عن فلسطين، إن “نبض قلب الشعب الفلسطيني كله حب وأمل رغم الجراح”، وأوضحت “صحيح أن الشعب الفلسطيني تعبان، لكنه شعب حي مملوء بالحب”. تؤكد المخرجة الفلسطينية أن ما تنقله القنوات الفضائية عن فلسطين “حقيقي ولكنه ليس كل الصورة عن الشعب الفلسطيني”، كما قالت “ما لاحظته أن الصورة الكاملة عن فلسطين وعن الشعب الفلسطيني البعيدة عن التلفزيون ليست موجودة لا في الشرق ولا في الغرب”. وحسب مخرجة فيلم “عيون الحرامية” فإن أهمية الأفلام في سردها للبعد الإنساني ورصدها مختلف تفاصيل الحياة التي تحمل الحب كما “تحكي المقاومة والتضحية”. وأضافت نجوى نجار في هذا الحوار الذي أجرته معها “الخبر” على هامش العرض الخاص الذي قدمته المخرجة الفلسطينية لفيلمها “عيون الحرامية” أمام جمهور الجزائر العاصمة أن” الشعب الفلسطيني لم يتوقف عن المقاومة ولكنه يقاوم بأشكال أخرى اليوم”. وتشدد المخرجة على أهمية هذه الأنواع من الأفلام كفيلم “عيون الحرامية”، الفلسطيني الجزائري، لما يحمله من أبعاد إنسانية، حيث يسرد الفيلم لمدة 98 دقيقة حكاية مستوحاة من قصة حقيقية يعود تاريخها إلى عام 2002، عن عملية عيون الحرامية التي قام بها الفلسطينوين ضد جنود الجيش الإسرائيلي في وادي عين الحرامية قرب رام الله، ويشارك في الفيلم كل من النجم المصري خالد أبو النجا والفنانة الجزائرية سعاد ماسي.ولا تخفي المخرجة نجوى نجار أن الفلسفة الإنسانية التي جاء بها فيلم “عيون الحرامية” قد تبدو معقدة للبعض، وقالت: “الفيلم لا أحد يفهمه كليا”. وأوضحت نجوى أن “السينما العربية بشكل عام تحمل دائما في طياتها ملامح محلية وخصوصيات جد محلية”، وعادة ما تكون مادة يبحث عنها المتلقي العربي المحلي، وقد يختلف مستوى إدراك معناها لدى الجمهور الغربي.في مقابل ذلك، تبقى هناك ضرورة ملحة لعرض الفيلم أمام الجمهور الجزائري والعربي، حيث قالت المتحدثة إن “عرض الفيلم عربيا يهمني أكثر خصوصا لما يحدث في العالم العربي”، مشيرة إلى أن “هناك أشياء محلية لا تهم الغرب في الفيلم مثل النكت وطريقة الحديث المحلية التي لا يفهمها الغرب”، لكن يبقى إبرازها في الأفلام الفلسطينية “أمرا مهما”. وأشارت المخرجة الفلسطينية إلى أن “التلفزيون شوه الكثير من الأشياء، هناك الكثير من القصص أكثر من الشعارات، هناك نضال وهناك حب للحياة لدى الفلسطينيين”.بدأت نجوى نجار السينما من خلال تصوير أفلام وثائقية وقصيرة، قبل أن تصور أول فيلم روائي طويل عام 2009 بعنوان “مر الرمان”، ثم فيلم “عيون الحرامية” الذي حقق نجاحا كبيرا وصل مداه إلى ترشيحه للأوسكار. وقالت نجوى نجار عن مشاريعها المستقبلية إن فيلمها الروائي الثالث لن يخرج عن مجال القصص الإنسانية، وهو فيلم بعنوان “إلى رجل مهم”، سيناريو وإخراج نجوى نجار، يحكي قصة حب أيضا، ولكن بطريقة جديدة. وعن عشقها لهذا النوع من الأفلام قالت المخرجة: “أنا أحب قصص الحب” لهذا قرّرت الغوص في تاريخ “فلسطين التاريخية وأجزائها المنسية والتي تحمل الكثير من القصص الإنسانية الجميلة”، فهذه القصص الفلسطينية الإنسانية “موجودة في غزة والقدس وفي حكايات الملايين من الفلسطينيين في المهجر، ومن المهم جدا أن نسمع كل تلك الحكايات”. كما أضافت نجار “إن دور السينما الفلسطينية اليوم أن تحكي وتقص كل تلك الحكايات، فهناك 6 ملايين فلسطيني يعيشون في الداخل و6 ملايين حكاية لفلسطينيين يعيشون في المهجر، على السينما أن تحكي كل تلك القصص”، خصوصا لمواجه الكيان الصهيوني الذي عرف كيف يستغل كل آليات الدعاية والسينما والإعلام للترويج لنفسه “الحركة الصهيونية بدأت من زمان العمل على أدمغة الناس والتأثير على الرأي العام العالمي”. كما أكدت المخرجة المقيمة في فلسطين أن العرب اليوم أمام “عدو كبير وهو عدو ثقافي، يعرف جيدا كيف يلعب لعبة الإعلام”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات