"مناعة الصغير المكتسبة تنطلق بدءا من سنته الثانية"

+ -

في حديثه لـ”الخبر” عن المناعة التي يولد بها الصغير من جهة وتلك التي يكتسبها جسمه بعد الولادة من جهة ثانية، أكد اختصاصي أمراض الأطفال في البليدة، الدكتور حميد عبّاد، أن جسم المولود الجديد مزوّد بمناعة يمنحها إياه جسم الأم تحميه مدة 6 أشهر، لتضعف بعد ذلك، ما لا يمكّنه من مقاومة الأمراض، موضحا بالتالي فعالية حليب الأم الذي يمنحه جزءا كبيرا من مناعته المفتقدة التي يستعيدها حينما يتعدى عامه الثاني، مشيرا إلى أهمية المناعة عند الأطفال فيما يلي.نتحدث دوما عن المناعة لدى الأطفال وكيف يكتسبونها، هل لنا أن نعرف نسبة مناعة أجسامهم؟ وفي أي سن تكتسب هذه المناعة؟ يجب أن نعرف أن المناعة ميكانيزم خاصيته حماية الجسم، تم وضعه من قبل نظام دفاعي، ومن هذه المناعة ما يولد به الصغير، ومنها المكتسب الذي يستمده من محيطه منذ ولادته وحتى بلوغ سنته الثانية. فالجنين في بطن أمه يكون محميا وسط محيط معقّم بعيدا عن كل المؤثرات الخارجية، وبعد الولادة تحدث الصدمة التي تفرض توفر ميكانيزم دفاع يحميه لكنه ضعيف، ما يجعله يقاوم بفضل ما منحه إياه جسم والدته من مواد مضادة تحميه مدة 6 أشهر يدافع بها ضد الفيروسات، وأشير إلى أن الأمر يتعلق بفيروسات يعرفها جسم والدته من قبل مثل البوحمرون الذي أصيبت به في الصغر والذي يتعرف عليه جسدها ويكتسب مناعة ضده، في حين قد يتعلق الأمر بفيروسات لا يتعرف عليها جسم الأم وبالتالي تؤثر سلبا على صحة الصغير وقد تؤدي إلى مضاعفات صحية عنده، تصل حتى حالات وفاة تحدث بعد الولادة، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالمولودين قبل الأوان، لأن الأم تمنح جنينها مضادات الأجسام خلال الثلاثي الأخير من الحمل، ما يعني عدم استفادة المولود قبل الأوان منها، في حين يكتسب جسم المولود في أوانه مناعة خاصة به بعد أن يبلغ العامين، وهي مناعة مماثلة لمناعة البالغين.هل لنا أن نعرف أهمية المناعة بالنسبة لصحة الصغير؟ تنفعه بطبيعة الحال في محاربة كل أنواع العدوى سواء أكانت فيروسية أو بكتيرية، فعند حدوث مهاجمة بكتيرية يعمد جسم الصغير إلى محاربتها في أشهره الأولى بفضل مناعته المكتسبة من جسم أمه، أما إذا كانت تلك المناعة ضعيفة فهنا يكمن الخطر على صحته، أما بعد تعدّيه السنة الثانية من العمر واكتسابه مناعة جسدية خاصة به، فيتولى جسمه التعرف على مضادات الجسم وهو ما يسمى بالتعليم المناعي، لكن توجد حالات يتضاءل فيها ذلك التعليم الغذائي مثل حالات سوء التغذية عند الصغير والتي مازالت تشكو منها بعض الفئات الهشة في الجزائر، هؤلاء لا يملكون عوامل الدفاع المناعي وبالتالي يعجزون عن مقاومة مختلف الأمراض، وهنا تكمن الأهمية القصوى للمناعة عند الصغار.ما الذي يجب فعله لكي يكتسب صغارنا مناعة جسدية؟ توفير محيط ولادة صحي ونظيف في أول الأمر، حتى نضمن ولادة الصغير وسط محيط نظيف وصحي وهنا أفتح القوس لأؤكد على أهمية نظافة قاعات الولادة، إلى جانب اتقاء كل ما من شأنه أن يؤدي إلى ولادة مبكرة تعرض الصغير إلى الإصابة بفيروسات قاعات الولادة والجراحة، وهذا يرجع لحرص الأم على أن يتم حملها في ظروف جيدة بضمان احترام المراقبة الطبية ومراجعة طبيب النساء في المواعيد المحددة، وهو ما من شأنه أن يقي من وفيات الأطفال، ناهيك عن الحرص على إتمام الرضاعة الطبيعية على الأقل خلال الـ6 أشهر الأولى من عمر الصغير، وهو ما من شأنه أن يقيه من الإصابات التنفسية والإسهال، إلى جانب الحرص على تلقيح المولود واحترام رزنامة التلقيحات، ما يكسبه مناعة ضد الأمراض التي لقّح من أجل تفاديها، كما بإمكان الآباء الاعتماد على مكملات غذائية لصغارهم مكونة من نباتات طبيعية من شأنها أن تعزّز الجهاز المناعي للصغير.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات