+ -

هل هي حركة تصحيحية تستهدف قيادة حمس؟ ما يحدث في حمس، نقاش حول خيارات ومسارات، لا علاقة له ببعض الأحكام المسبقة القائمة بمسعى استقطاب من طرف جهة ما بغرض تغيير خط أو اتجاه أو موقع. كل ما في الأمر أن الحركة كانت يوما ما ذات مقام وقوة اقتراح ومبادرة، لا كما هي الآن، تنتظر ما يصدر عن التنسيقية وغيرها من أجل التحرك. ما يجري يتم وفقا لحصيلة وتقييم سياسي يرمي إلى إعادة النظر في بعض الخيارات السياسية والمواقف والمسارات.ماذا تقيم، هناك مؤسسات منتخبة تفعل ذلك؟ لا يمكن ألا تقيم. منذ عرفت حمس وهي تقيم مساراتها، وكان مجلس الشوري يؤدي هذه المهمة باستمرار لأنه هو الذي يصحح ويصوب ويستدرك أو يثمّن المواقف. أما الحديث عن سعي للعودة إلى أحضان السلطة والمشاركة في الحكومة فهو تغطية لحقيقة وضع سياسي للحركة.ذكرتم أن حزبكم أصبح يتحرك بقرارات الغير، كيف؟لقد دخلت الحركة في فضاءات تعاون مثل التنسيقية، أنا أسأل ماذا حقق لها ذلك؟ نحن نريد أن تعود حمس قوة تقترح وتبادر لا تابعة أو تتحرك بردود فعل وارتجالية.لماذا الانزعاج من أفكار سلطاني مادامت تخدم الحركة؟ كلما تطرح أفكار يتم مقابلتها باتهام أصحابها بزرع الانشقاق والخيانة والعمل بإيعاز من جهات خارجية بهدف الإرباك وإضعاف الحركة. الأفكار لا تربك بل التردد والتناقض في المواقف وعدم وضوح الرؤية. الأفكار لا تقتلها التهم الجاهزة بل تواجه بالأفكار والحوار والرأي المخالف. ثم إن الذين يتهموننا بالعمل بإيعاز خارجي والسعي لتغيير خط سير الحركة وفقا لأجندة السلطة، فهذا الحكم ينطبق على من غيّر خط الحركة من قبل في المؤتمر الخامس. هذا كلام لا يليق لأننا نعرف بعضنا البعض ولا داعي للوقوع في أسلوب السلطة التي تعلق مآسي فشلها وعجزها على مشجب الأيادي الخارجية ونظرية المؤامرة.برأيكم لما ترفض قيادة حمس مبادرة قبل ولادتها؟ أولا المقاربة التي أعدها الشيخ أبوجرة، تعود إلى نوفمبر الماضي، ووقتها طلب منه إثراءها. أذكر أن رئيس الحركة عبد الرزاق مقري قال إنها تتقاطع مع كثير من أفكاره. كما إن المقاربة أو المبادرة لم تستكمل بعد، فهي ما تزال قيد التحضير ولم تجهز بعد، وهو يعكف على التشاور مع من يتقاسمون معه الرأي حول وضع الحركة والمعطيات الطارئة بعد الربيع العربي، وضرورة إعادة النظر في بعض الخيارات لتقوية الحزب برؤية سياسية تتجاوب مع الوضع الحالي طبقا لمنطلقات ومبادئ الحركة.هناك تعاليق تتحدث عن صراع حول المرحلة القادمة، ما رأيكم؟ هناك انتخابات تشريعية ومحلية ورئاسية وسيكون هناك حراك واسع نحو هذه الاستحقاقات. الحركة تتجه في الغالب، عملا بقرارات المجلس الشوري، إلى الاستعداد لها. وإذا حصل أي طارئ فعلى الحركة المراجعة.يتهمونكم بالعمل من أجل مغانم انتخابية؟ هذا كلام مرفوض. لا علاقة لمقاربة الشيخ أبوجرة بأي محاولة للتموقع الانتخابي. قلت لك إن المقاربة طرحت في نوفمبر الماضي وهي قيد التحسين والتحيين بمشورة الكثيرين، أي إنها لم تجهز بعد. تحفظات رئيس الحركة على هذه المبادرة لا تخرج عن نطاق ما قاله وهو أنها تفتقد للإجراءات العملية.رئاسة حمس تنتقد لجوءكم للصحافة بدل المؤسسات، لطرح المقاربة، لماذا اخترتم هذا الطريق؟ قبل أن يوجهوا الانتقاد إلى الشيخ أبوجرة، كان الأجدر بهم استيعاب المقاربة، وفتح باب النقاش حولها في جميع المستويات. كان الأفضل فتح ممرات الحوار لإعادة النظر في بعض القضايا وقتها كان الإعلام سينتظر النتائج فقط. تمنيت لو أن القيادة تحلت بالاستيعابية التي توفر الأجواء الشورية والديمقراطية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: