+ -

موضوعك “إقامة للدولة أم إقامة للفساد الآمن” يعكس بموضوعية حقيقة ما آلت إليه الهياكل الرسمية للسلطة. كل ما قلته في مقالك، كعادتك، موضوعي وحقيقي وواقعي. أريد فقط أن أجيبك على السؤل الذي طرحته وهو: هل باستطاعة السلطة أن تقول لنا كيف دخل هؤلاء السراق إلى محمية الدولة؟ أعرف أن السلطة لن تجيبك على هذا السؤل، ولذلك ارتأيت أن أجيبك عليه بدلا منها، من خلال مثال واقعي وموجود ومعيش يتمثل في مهرّب تربى على مهنة التهريب لسنوات، علمته مخالفة القوانين واكتناز الأموال في الأكياس الكبيرة ومعاشرة السراق، واستعمال العنف وشراء الذمم والابتعاد عن الأمور السياسية. هذا المهرب وجد نفسه يوما متابعا من طرف العدالة، فأتاه منقذ من جهة نافذة في السلطة وأمره بالدخول في الانتخابات التشريعية للحصول على الحصانة مقابل أن يكون في خدمتها.. فأصبح فعلا برلمانيا بارزا بالشكارة. فقد قام بتعيين المئات من إطارات الدولة خاصة في قطاع التعليم، وتحصل على منصب سياسي يسمح له بالدخول إلى إقامة الدولة. وهذا يفسر كل الحقائق التي ذكرتها حول هذه الإقامة. فالكثير من أمثال هذا المهرب موجودون اليوم فيها، ويتصرفون داخلها مثلما كانوا يتصرفون كمهربين. والفارق الوحيد بين ماضيهم وحاضرهم أنهم في الماضي كانوا مطاردين من طرف قوات الأمن يكتنزون الأموال في متاجرهم ومنازلهم، يلتقون فيها السراق.. وأصبحوا في حاضرهم تحت الحماية يكتنزون الأموال ويلتقون السراق في أماكن آمنة في إقامة الدولة.بوساحية عبد الله/ مهندس وكاتب صحفي هؤلاء استولوا على مؤسسة الدولة. حوّلوا العدالة إلى أطلال، وحولوا أجهزة الدولة إلى حارسة للفساد وحامية للرداءة وسوء التسيير والتدبير.. وحولوا الصحافة من جهاز للرقابة إلى وسيلة للمدح والشيتة وتضليل الرأي العام. يا أخي عبد الله.. مع الأسف، إن من ذكرتهم ينتمون ظلما إلى حزب الحرية، حزب التاريخ، حزب الوطنية. هذا الحزب عمد مؤخرا إلى وقف جريدة المجاهد الأسبوعي التاريخية عن الصدور بحجة عدم وجود الأموال لإصدارها، وهي الجريدة التي ولدت قبل أن تولد حكومة الجزائر المؤقتة. هم قتلوا هذه الجريدة بالرداءة منذ سنوات ثم أصدروا شهادة دفنها اليوم. هذه الجريدة التي كان المرحوم بومدين يقرؤها أسبوعيا ويحث النواب وأعضاء الحكومة على قراءتها، لأنها أساسية في تكوينهم السياسي.. وصل بها الحال أن يدفنها اليوم سعداني وزمرته مثلما تحاول الحكومة دفن كل جريدة تحمل صوتا يمكن أن يتحدث عن الفساد. لا ندري، لماذا يطالب المجاهدون باستعادة الأفالان التاريخية من أفالان سعداني، ولا يقومون بأخذ صحيفة المجاهد الأسبوعي التاريخية المغتالة ويحولونها من لسان حزب الأفالان إلى لسان منظمة المجاهدين والجهاد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات