+ -

 قال مقري في فوروم يومية “ليبرتي”، يوم 2 فيفري الفارط، ردا على تصريحات سلطاني لـ”الخبر” يوم (26 جانفي الماضي)، إن الخط السياسي للحركة أضحى أكثر قوة وتماسكا مما كان عليه سابقا، وصفوف الحركة ستبقى موحدة مادُمت رئيسا، وإذا استطاع سلطاني أن يأخذ “حمس” ديمقراطيا، فليفعل، لأننا لسنا حركة بوليسية”.. لكن عودة الخلاف من جديد بين توجهين متعارضين داخل الحركة تعني أن الخط السياسي لم يعد يتسع لتواجد الجميع في نفس التنظيم.قبل 5 أشهر كشف عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، عن تحديد قائمة متنوعة لشخصيات في السلطة والمعارضة، سيتم الاتصال بها في إطار المشاورات التي أعلنت عنها حمس يومها، استجابة لمطلب تيار يمثله سلطاني داخل حمس، يريد عدم قطع شعرة معاوية مع السلطة. وقيل يومها إن هذه الاتصالات ستستمر لمدة 3 أشهر ثم تجري الحركة تقييما لما تمخض عنها أمام الرأي العام الوطني. لكن هذه المبادرة التي أعلن عنها مقري وذكر أن “هذه الزيارات التي سيقوم بها ممثلون عن الحركة ليست اجتماعات أو لقاءات بجدول أعمال، وإنما ستتم دون الإعلان عنها أو دعوة الصحافة لتغطيتها”، كان الغرض منها في واقع الحال، هو إيصال مساعي خط سلطاني للتحاور مع السلطة إلى الطريق المسدود، وإظهار تياره الذي يدعو للتقرب من السلطة (تيار المشاركة) أمام مناضلي الحركة على أنهم فشلوا في فرصة التقارب الممنوحة لهم، وبالتالي في تحقيق أي “امتيازات” للحركة، ومن ثم إسقاط ورقة التوت التي كان يرفعها سلطاني “المحاور” في وجه مقري “الراديكالي”. واعترف مقري يومها في حوار مع قناة “الخبر” في 10 فيفري الماضي، بأنه “إذا أراد أبو جرة سلطاني التشاور مع السلطة، فإن الحركة ليس لها مانع”. لكنه في المقابل، ذكر أن حمس ليس في واردها “تماما” العودة إلى سياستها السابقة، وأن مشاركتها في الحكومة “متوقفة على فوزها في الانتخابات”، ما يعني أن مقري قطع الأمل كليا على دعاة “المشاركة “ للتقرب من منظومة الحكم الحالية.وبين جماعة مقري التي تقول إنها لم تحد عن خط المرحوم محفوظ نحناح، وبين جماعة سلطاني التي ترى أن ما يقوم به جناح مقري بأنه ليس خط “حمس “ المعروف بـ”المشاركة وليس المغالبة” ويجب تصحيحه، مثلما ذهب إليه عبد الرحمان سعيدي، لم يعد الخط السياسي داخل الحركة يسع الجميع من أبناء الحركة. فهل الخط الذي وضعه نحناح في بداية التسعينات للحركة ضاق اليوم بعدما كان متسعا؟ أم أن الحركة أكبر من قياداتها الحالية؟ ربما الأمر يستدعي ضرورة الذهاب إلى مؤتمر استثنائي وعدم انتظار إلى غاية مؤتمر 2018، مثلما نصح به نائب رئيس حمس، عثمان لعور، رئيس حمس السابق، أبو جرة سلطاني. مقري تحدى علنا سلطاني في وقت سابق “إذا أردت أخذ حمس ديمقراطيا، فلتفعل”، ما يفهم منه أن تيار المشاركة حتى وأن تحالف مع السلطة ليس بمقدوره وفق حسابات ابن المسيلة، تنظيم “تصحيحية” ضده. فهل مقري أحسن قراءة الوضع جيدا داخل الحركة؟ أم أن تفاؤله ممزوج أكثر بالتهور يحجب الرؤية على مقري الذي لم يعد بوسعه معرفة الجهة التي تأتي منها الرياح، خصوصا بعدما ارتسمت شواهد عديدة في الأشهر الأخيرة تشير إلى أن حمس بالنسبة للسلطة مثل عصا موسى لديها فيها مآرب كثيرة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: