+ -

 سيدي الرئيس.. أكتب لكم هذه الرسالة الخاصة ليس لأطلب منكم مصلحة خاصة أو منفعة شخصية، ولكن لألفت انتباهكم إلى مظلمة ارتكبت باسمكم في حق الصحفي محمد تامالت المسجون منذ شهرين تقريبا. فقد صفى النافذون في السلطة حسابهم مع هذا الصحفي الشاب المسكين باسمكم يا سيادة الرئيس حين ربطوا ما كتبه ضدهم بما قاله عنكم.أنا على يقين أن سيادتكم لم تكن طرفا في الزج بهذا المسكين في السجن، وأن أصحاب المصلحة في سجن هذا المسكين هم من استعمل اسمكم ضده لتخويف الناس باسمكم. ودليلي على ذلك أنكم منذ أن توليتم الرئاسة قبل 16 سنة لم أسمع أنكم رفعتم دعوى قضائية بصفة مباشرة ضد صحفي رغم ما كتب ضدكم.المرحوم هواري بومدين، رفيق دربكم في النضال، أطلق عليه عمار ملاح النار وحكم عليه بالإعدام، وأراد المتزلفون تنفيذ حكم الإعدام فيه، فقال لهم بومدين: لا.. لا تنفذوا حكم الإعدام، وعندما ألحوا عليه، قال لهم إنه: أطلق النار علي أنا وليس عليكم أنتم! وأكاد أجزم أن الشاب الصحفي تامالت الذي أطلق عليكم النار بالكلام وليس بالرصاص لا يمكن أن تكونوا أنتم من أمرتم بتحريك الدعوى ضده وسجنه، لأنكم من الجيل الذي فيه هذه النخوة التي جاءت على لسان بومدين.سيدي الرئيس.. تامالت هذا الشاب الصحفي المكافح خلاصة مستخلصة لعقلية الشاب الجزائري الذي طحنه الظلم والتعسف، فقد تربى يتيما بين إخوته بعد وفاة والده، واستطاعت والدته أن تعلمه أكثر من إخوته في حي بن جراح الشعبي، تخرج من معهد علوم الإعلام في الجزائر وحصل على منحة للدراسة في بريطانيا التي حصل فيها على الماجستير من أعرق الجامعات، ونبغ في استعمال التقنيات الحديثة في الإعلام الآلي حتى أصبح “هاكر”، وعاد إلى الجزائر ليصدم بعدم حصوله حتى على وظيفة أو سكن، في حين رأى أبناء هؤلاء الذين درسوا معه في بريطانيا أخذوا كل شيء في الجزائر، فانفجر في وجه هذه المظالم، كما انفجرتم أنتم في وجه الاستعمار قبل 60 سنة بسبب هذه المظالم. أمه المسكينة فقدت نور بصرها عندما علمت أن ابنها في السجن أصبح كتلة من اللحم الملفوف بالقماش، وهي على مشارف التسعين سنة من العمر.سيدي الرئيس، حدسي الإعلامي ومعرفتي بنبل القيم الشخصية التي تحملونها تجعلني أجزم بأنكم لستم طرفا فيما لحق بهذا الشاب الصحفي المسكين، وأن الذين سجنوه باسمكم فعلوا ذلك لحسابهم، كما يفعلون ذلك في كثير من القضايا، وهذا هو الذي شجعني على الكتابة إليكم، آملا أن يتم تدارك الموقف قبل أن يموت هذا المسكين في السجن وتأخذ القضية أبعادا أخرى، أتمنى مخلصا أن لا تحدث في عهدتكم!أكتب لكم هذه الرسالة وأنا لست متيقنا من وصول محتواها إليكم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات