غاب الضحية وحضر من توجه لهم سهام الانتقاد

+ -

عاد الوفد الجزائري، أمس، من ريو بعد المشاركة في الألعاب الأولمبية. وحطّت الطائرة الخاصة بمطار هواري بومدين الدولي وارتدادات الهزة التي زعزعت الرياضة الجزائرية لاتزال متواصلة. وترقّبت عدسات الكاميرات ورجال الإعلام خروج الرياضيين والمسؤولين من بهو القاعة الشرفية للمطار، لـ«الغوص” في عمق الفضيحة المدوّية، غير أن المشهد لم يكن مكتملا ولم يشمل جميع الأطراف.. فقد غاب “الضحية” توفيق مخلوفي، وحضر، بالمقابل، الذين يرى فيهم الجمهور أنهم وراء هذه النكسة، في صورة مصطفى برّاف وعمّار براهمية والهادي ولدعلي. حظي العداء العربي بورعدة، صاحب المركز الخامس في الألعاب العشارية في أولمبياد ريو، باستقبال حار من جانب أفراد عائلته وأصدقائه. وكان ابن مدينة أولاد هداج نجما فوق العادة، إلى درجة أنه أنسى الحاضرين المصاعب التي عاشها الوفد المشارك في الألعاب الأولمبية. ولم يتمالك بورعدة نفسه وهو يرد على أسئلة الصحفيين، معبرا عن تأثره بالمساندة التي لقيها من طرف كل الجزائريين.

وفور خروج بورعدة من القاعة الشرفية، تعالت الزغاريد وارتمى بورعدة، الذي سكن قلوب الجزائريين، في أحضان عائلته وأصدقائه. مؤكدا نفس التصريحات التي أدلى بها في ريو، ولم يظهر عليه في حديثه أنه تراجع عن أي كلمة قالها حول ضعف الإمكانات التي خصصت له للتحضير للأولمبياد. حتى وإن علم أن انتقاداته أزعجت كثيرا الوزير ومسؤولي اللجنة الأولمبية الجزائرية، وأيضا يدرك أن المسؤولين بإمكانهم الانقلاب ضده في أي وقت، بسبب تصريحاته المناوئة لهم، على غرار مدربه ماهور باشا، الذي أصر، من جهته، على تصريحاته التي انتقد فيها رئيس الوفد عمار براهمية.ووجد بورعدة فور خروجه من المطار للتوجه إلى مقر إقامته ببلدية أولاد هداج، العشرات من محبيه في استقباله، جاؤوا من كل بلديات العاصمة، لتوجيه له تحية خاصة، وهم يحملون الرايات الوطنية ويعزفون الأناشيد الوطنية.ووعد أصدقاؤه بتنظيم حفلات متواصلة في بلدية أولاد هداج للاحتفال بالعداء. فيما دعا خاله الحاضرين إلى مأدبة عشاء ستنظمها العائلة بمقر بيته احتفالا بالعربي، الذي فاز بثقة كل الجزائريين ليس فقط لنيله المركز الخامس، بل أيضا لشجاعته في طرح المشاكل التي عانى منها وهو في الألعاب، قبل أن يأخذ زميله مخلوفي المشعل لينشر الغسيل علنا، مفجرا قنبلة في قلب ريو وسط مسؤولي الوفد. وبخلاف العادة، بقي الوفد الرياضي بالقاعة الشرفية لوقت طويل بعيدا عن أعين الصحافة، ولم يسمح لأي أحد منهم الخروج لمقابلة الصحفيين، إلى غاية قدوم الوزير الهادي ولد علي، الذي انتظره المنظمون ليتحدث إلى أعضاء الوفد، قبل أن يطل أحد المنظمين على الصحفيين، الذين كانوا قابعين تحت أشعة الشمس، انتظار خروج الوزير رفقة رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى برّاف، للإدلاء بتصريح مشترك. ولسوء الحظ، لم يتضمّن تصريحهما أي عنصر جديد بخصوص الانتقادات التي أطلقها البطل توفيق مخلوفي وقبله العربي بورعدة، حول ما سماه العداء سوء التحضيرات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: