هل ستغيب الشرطة في مباراة “الخضر” أمام لوزوتو؟

+ -

يترقّب الجمهور الرياضي، بشغف كبير، مباراة الجولة السادسة والأخيرة لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2017 لكرة القدم بين الجزائر ولوزوتو، المقررة يوم 4 سبتمبر المقبل بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ليس من أجل معايشة أجواء هذا الموعد الكروي، بل للوقوف على الجانب التنظيمي، خاصة فيما تعلّق بحضور الشرطة إلى الملعب من عدمه. أضحى انسحاب قوات الأمن من الملاعب الجزائرية يشكّل خطرا حقيقيا على المناصرين، ويعرّض حياتهم لخطر حقيقي، قياسا بالتجاوزات التي شهدتها بعض الملاعب في الجولة الأولى للرّابطة المحترفة الأولى. فقد سمح غياب الأمن وتغييب أعوان الملاعب والشركات الأمنية الخاصة، بـ”تسلّح” المشاغبين من هواة العنف في الملعب، وحضرت الأسلحة البيضاء بمختلف أنواعها، واندلعت معارك بالسيوف واستعملت الحجارة للتراشق في مشاهد مخيفة، خلّفت إصابات خطيرة وسط المناصرين. وكان ذلك مؤشّرا قويا على أن الجولات المقبلة تُنذر بانزلاقات قد تصل إلى حصد الأرواح.والملفت للانتباه في قرار انسحاب قوات الأمن، بأن المنافسة القارية لم تصنع الاستثناء، فقد غابت قوات الأمن عن مباراة مولودية بجاية أمام المنافس الغاني في كأس “الكاف” بملعب الاتحاد المغاربي ببجاية.. وكان الغياب بمثابة المغامرة غير محمودة العواقب، خاصة في ظل ما حدث من أعمال شغب في وقت سابق بملعب الثامن ماي 1945 بسطيف في الجولة الأولى لرابطة أبطال إفريقيا، عقب اجتياح المناصرين أرضية الميدان وتسببهم في توقف المباراة، قبل حتى دخول قرار انسحاب الشرطة من الملاعب. ما أفضى في النهائية إلى ترسيم فضيحة جديدة للجزائر كرويا، بإقرار إقصاء الفريق الجزائري من منافسة قارية لا تعترف بالعنف وبالدوس على القانون.وإذا كان القائمون على الرياضة في الجزائر على استعداد تام لإقصاء المناصرين تدريجيا وحرمانهم من متابعة كل مباريات البطولة الحالية، ببرمجة المباريات جميعها دون حضور الجماهير، فإن هذا الحلّ لن يكون مناسبا حين يتعلّق الأمر بالمشاركات في المنافسات القارية. كون الأمر سيتعلّق بحظوظ الكرة الجزائرية من خلال نواديها، وبسمعة الجزائر على الصعيدين القاري والدولي، التي قد تهان حين يرتبط غياب الأندية الجزائرية بحالات العنف في ملاعبها. ما يجعل التساؤل اليوم مشروعا بشأن القرار الواجب اتخاذه في المباراة بين الجزائر ولوزوتو حول حضور أو غياب قوات الأمن. وانتبه العديد من عشاق الكرة في الجزائر إلى هذه الجزئية المهمة، وربط بعضهم، خلال تعليقاتهم على شبكة التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، بما تم اعتماده في البطولة والمنافسة القارية لـ”الموب”، وما سيتم اتخاذه من قرار بالنسبة لمباراة المنتخب الجزائري. ولم يخف البعض، بطريقة تهكمية، رغبته الجامحة في التعرّف على موقف رئيس الاتحادية الذي لم نسمع له صوتا منذ تنامي الانتقادات حول المشاركة الجزائرية في ريو، ولا حتى بعد “تفجّر” بركان الفضائح قبل وأثناء انطلاق بطولة الموسم الجاري.وفي حال حرص محمّد روراوة على جعل قوات الأمن حاضرة بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، فإن القراءة الوحيدة لهذا الموقف تصب في اتجاه واحد، وهو أن رئيس “الفاف” يسعى من خلال ضمان عدم حدوث أية تجاوزات إلى جعل المنتخب في منأى عن أي أعمال شغب من شأنها أن تعرّضه للإقصاء المبكّر، أو تعرّض الاتحادية إلى عقوبات من طرف “الكاف”. ما سيعني، في النهائية، أن روراوة يفكّر في مصلحته أكثر من مصلحة الكرة الجزائرية أو المناصرين الجزائريين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات