رواية ياسمينة خضرا ترقص الـ"هيب هوب"

+ -

بعد أن أطلت رواية “فضل الليل على النهار”، للأديب ياسمينة خضرا، عبر بوابة الفن السابع، مع المخرج أليكساندر أركادي، تعود هذه الأيام، مع عالم الفن السادس، والرقص الكوريغرافي المعاصر، بعد أن اختارت فرقة “هيرفي كوبي” الفرنسية، تحويل الرواية إلى عمل كوريغرافي، يقوم بأول جولة في الجزائر وقسنطينة من 18 إلى 22 سبتمبر الداخل، بالمعهد الثقافي الفرنسي ودار الثقافة عبد القادر علولة.تشكل رواية “فضل الليل على النهار” (2008)، لياسمينة خضرا، مادة دسمة لمختلف الفنون، جالت السينما والمسرح، ويحملها منذ ثلاث سنوات الفن السادس إلى الجمهور، ويقربه من أحداث الرواية التي وقعت أثناءَ ثورة التحرير والاستقلال، مع حكاية يونس، الذي يجد فيه المخرج الكوريغرافي ذو الأصول الجزائرية، هيرفي كوبي، تقاطعات كبيرة بين ذكريات الطفولة وقصص متعددة لم تفصح عنها دفاتر كثير من الروائيين الجزائريين، لتوغلها في مساحة العلاقات الإنسانية بين طرفين من المفروض أنهما أعداء. هذه القصة ألهمت الراقص الكوريغرافي هيرفي كوبي، عام 2013، ليقودها إلى مسرح الفن السادس، في لوحة يشارك فيها 12 راقصا لمدة ساعة، تلامس ملامح هامة من حياة وشخصية مخرج العرض، هيرفي كوبي، التي تتقاطع هي الأخرى مع حكاية يونس بطل رواية “فضل الليل على النهار”، كما يريد أن يضعنا صاحب مشروع “القولام” الذي أسسه عام 2000، في قالب راقص مختلف، يدفع نحو الأسئلة والتفكير. وهو الأسلوب الذي اعتاد على تقديمه في فرقته منذ أن امتدت بينه وبين “غابريال قيوم” روابط الفن والإبداع، لينتجا معا عدة أعمال فنية منها “حديقة الحيوان” عام 2004، و«المسخ والخيال” عام 2006، و«عمال 30”، بالشراكة مع الموسيقي شريف لينسيا.ويعتبر الاقتباس من الأدب إلى الفن السادس، الذي يقدمه مرة أخرى هيرفي كوبي، بعنوان “فضل الليل على النهار”، أمرا غير مألوف بالنسبة للرواية الجزائرية، وهو يزور الجزائر لأول مرة، ما يضع الروائي ياسمينة خضرا في إطار مختلف. عبر هذا النوع، يراهن كوبي على المزج بين رقص” الهيب هوب” والرواية، من أجل محاورة الأثر والأمكنة والمجهول والماضي، ويطرح العديد من الأسئلة: من أين مررنا؟ وما الذي وجّه وبنى ذلك المسار؟ هل ممكن أن يكون الأثر مسارا يرسم يوما بعد يوم، ويتشكل بالخبرات واللقاءات؟ هل يكون خطا وهميا على بطاقة مسار مزيف سيبقى للآخرين على أمل أنهم قد يرغبون في السير عليه؟في أعمال هيرفي كوبي، تكون الإجابة رقصة يتغذى منها الجمهور المعرفة، عبر كل تلك الحركات والانحناءات والخطوط، والذهاب والإياب على خشبة المسرح، والتقاطع وأحياناً التصادم في الطرق المسدودة والممرات. وهو ما سنكتشفه مع هذا الراقص ذي الأصول الجزائرية الذي اختار مهنة الرقص وتصميم الحركات، بالموازاة مع تحصيله العلمي، والدكتوراه في الصيدلانية التي يحملها في رصيده المعرفي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات