البوركيني وتدهور مستوى ساسة فرنسا!؟

+ -

تدهور المستوى السياسي للمسؤولين في الجزائر له علاقة مباشرة بتدهور مستوى المسؤولين في فرنسا.. مصداقا للمقولة المعروفة “إذا نزلت الأمطار في باريس فتح الجزائريون في شوارع الجزائر المظلات”. إذا انخفض مستوى المسؤولين السياسيين في فرنسا انحط المستوى الفعلي للجزائريين في الجزائر. رجال الحكم الفرنسيون انحط مستواهم السياسي إلى حد أنهم أصبحوا يعتقدون بأن محاربة الإرهاب في أوروبا وفي فرنسا يمكن أن يتم بالقضاء على ارتداء “البوركيني” في شواطئ “كوت دازير” الجميلة! عقلية الفرنسيين الذين يحاربون الإرهاب في بلدهم بمطاردة لابسات “البوركيني” في الشواطئ، هذه العقلية البائسة لا تختلف عن عقلية المواطنات الفرنسيات المسلمات اللواتي يردن العوم في شواطئ “نيس” بـ”البوركيني”، وحالهن في هذه الصورة الكاريكاتورية كمن يؤذن للصلاة في ملهى ليلي، وسط الموسيقى الصاخبة والراقصة!إذا كان لبس “البوركيني” في شواطئ “نيس” لا يغير الأجسام العارية في شواطئ هذه البلدة الجميلة، فإن وجود العراة في الشاطئ يضر إسلاميا بنظر النسوة اللاتي يسبحن في الشاطئ بـ”البوركيني”. فكيف تقبل المسلمات النظر إلى المناظر المخلة بالحياء في نظرهن ولا يقبلن نزع “البوركيني”؟ الفرنسيون مستواهم في هذا لا يختلف عن مستوى فهم مسلمات فرنسا مسألة الدين على الطريقة الفرنسية!؟ حكاية ما حدث في “نيس” بين شرطة مكافحة الإرهاب في فرنسا وبين المصطافات المسلمات في شواطئ نيس الجميلة، تذكرني بحادثة طريفة وقعت لي في الستينيات، حيث كنا في الحي الجامعي الطلابي في بن عكنون نرى بعض الأشخاص يأكلون رمضان جهارا نهارا. فقال صديق لي لأحد هؤلاء: احترموا صيامنا ولا تأكلوا أمامنا. فأجابه الشخص الفاطر وهو ثمل: ولماذا لا تحترم أنت فطوري وتصوم أمامي. أنت لا تحترم شعوري كفاطر وأنا أيضا لا أحترم شعورك كصائم! لعلها نفس الصورة التي تحدث اليوم في “نيس”، حيث تطالب المسلمات بحق السباحة بـ”البوركيني” احتراما لمعتقداتهن.. في حين تطالب العاريات في الشاطئ باحترام قاعدة التعري في الشاطئ وعدم السماح (بتلويثه) بصاحبات “البوركيني”! ومثلما لا يمكن مكافحة الإرهاب والتطرف بمكافحة لبس “البوركيني”، لا يمكن أن يصان إسلام هاته النسوة اللائي يردن صون الحرمات وسط الرذيلة نفسها بلبس “البوركيني”.. الأمر هنا يتعلق بتدهور مستوى الفهم للإسلام عند نساء “البوركيني”، ويتعلق أيضا بتدهور مستوى فهم الفرنسيين لمكافحة التطرف والإرهاب!

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات