"يشرفني أن أشارك في فيلم عن العلامة ابن باديس"

+ -

اختار الممثل والفنان المسرحي أيوب عمريش، بعد مسيرة حافلة على خشبة المسرح المحترف، أن يتوجه إلى الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي صنعت له اسما آخر في عالم الفن.. وكان آخر الأعمال التي شارك فيها مسلسل “طوق النار” التاريخي، ليتفرغ هذه الأيام لدور جديد في الفيلم السينمائي حول العلامة عبد الحميد بن باديس. في هذا الحوار الذي خص به “الخبر”، يتحدث أيوب عن أهم الأعمال التي قدمها والمشاريع التي ينوي تجسيدها.القارئ يريد أن يعرفك عن قرب؟ أيوب عمريش من أب جزائري وأم تونسية، ولدت بمدينة قربة بتونس سنة 1958، بدأت مشواري المسرحي في أولى سنوات الدراسة الابتدائية إلى غاية 1969 بداية الانخراط في جمعية نجوم المسرح بالمدينة نفسها، أما الممارسة الفعلية فكانت بين المعهد الثانوي المختلط وجمعية نجوم المسرح بمدينة قربة.. تتلمذت على يد أساتذة محترفين في المسرح من بينهم نور الدين المطماطي، عبد الرحيم الليانقي، الطيب السهيلي وغيرهم، وعلى صعيد الفرقة نور الدين قربع، محمد الصادق التومي، وآخرهم عبد اللطيف الحمروني أحد أقطاب ورموز المسرح التونسي.منذ أيام قلائل أكملت تصوير مشاهد بالفيلم السينمائي عبد الحميد بن باديس، حدثنا عن هذا العمل؟ العمل الفني للمخرج السوري الأستاذ باسل الخطيب وإنتاج المركز الوطني لتطوير السينما، ويعد أضخم عمل سينمائي بعد فيلم الشيخ بوعمامة. ويتناول الفيلم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للفترة التاريخية الممتدة من 1897 إلى غاية 1940.. وكما تعلمون نص سيناريو الفيلم للكاتب رابح ظريف، وقد أسند لي دور أحمد بيرم التونسي أستاذ العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس بجامع الزيتونة والذي يرمز لمرحلة من مراحل حياته التعليمية، وهو دور بسيط وخفيف، ولا أخفيك أن الحاجة إلى المشاركة في أحد أعمال المخرج الكبير باسل الخطيب هي الأكبر والأهمّ بالنسبة لي رغم كل شيء.رغم كل شيء.. ماذا تعني، هل من توضيح؟ وراء رغم كل شيء مشروع ومنظومة تؤطر وتنظم الحقل الفني والثقافي من شوائب وآفات ودخلاء أساؤوا للقطاع، كما أساء غيرهم في شتى المجالات سياسية كانت أو غيرها. لكي نرقى يجب أن نتوخّى معايير القدرة والكفاءة قبل كلّ شيء وفوق كلّ اعتبار، ومن هنا دعني أقول وأربط بموضوع لقائنا، متى كان للممثّل في الجزائر حقّ رفض دور يسند له أو مناقشة منتج أو مخرج أو فرض منطقه في أي عمل كان؟ نرى القبول والخضوع هو سيّد الموقف في معظم الحالات، وهنا لا يمكن أن يلام الممثل تحت أيّ غطاء كان لكون الكلّ له مبرّراته، له واقعه وآلامه، وأيضا أحلامه، وهو في كلّ الحالات مغلوب على أمره، وليس لوحده بل هناك آخرون على نفس حاله، وما دمت هنا سأقول بصريح العبارة إن الوقت حان للمطالبة بالتغيير انطلاقا من تشريح الواقع وكشف المستور حتى يعلم الخاص والعام خفايا وخبايا متكتّم عنها في المجال الفني تحديدا، وحتى ربما السمعي البصري وما يتعدّاه لقطاعات أخرى .أراك تتكلّم بمرارة؟ الحقيقة يجب أن تقال رغم أنها أمرّ من العلقم، فما عاد السكوت يجدي نفعا أمام استهتار المال وتعدّيه حدود الإنسانية إلى الوحشية المقيتة، المتطفّلون سيطروا على مجال الفنّ والثّقافة، ووجدوا ضالّتهم من خلال تواطؤ خفيّ مكّنهم من الكسب الوفير على حساب الممثل وغيره دون حسيب أو رقيب، في حين أننا نرى أهل المهنة الشرفاء مهمّشين في غياب تكافؤ الفرص والنزاهة والشفافية. يجب إعادة نظر شاملة بعد تشريح دقيق للواقع، وإعادة بناء منظومة تتوافق ومبادئ وقيم المجتمع، تعمل على ترقيته اعتمادا على الكفاءة كمعيار وحيد مع ضمان طبعا النتيجة وفق دفتر شروط دقيق وكذا نقابة للفنانين لكلّ صنف داخلها هيئة تشرف على حمايته وضمان حقوقه المادية والمعنوية تضع حدّا لاستغلاله والنيل من كرامته.الممثل القدير أيوب عمريش هل أنت محظوظ بعد كل هذه المسيرة؟ كمواطن أحمد الله وأشكره في كل الأحوال، لكن كفنّان لم يسعفني الحظ لاستثمار جزء كبير من طاقاتي.. وهذا بفعل النمط التسلّطي الذي يسير عليه المجتمع ككلّ، والذي كما سبق وأن قلت لا يؤمن بالكفاءة وهكذا فإن هذا المجتمع تحديدا لا يريد الاستثمار في طاقاته البشرية، بحكم نمط تفكير وسلوك لا يمكن أن نصفه إلا بالدنيء الأناني الذاتي الذي يعرقل سيرورة نشاط المجتمع ويحدّ من نمائه وتطوّره، والجزائر لا طاقة لها بديلة سوى كفاءات شبابها، ولا داعي للمماطلة ومواصلة التقدم إلى الوراء.ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟ قريبا في فيلم “الحناشية” للمخرج الأستاذ بوعلام عيساوي وفي دور محترم مقارنة بسمعتي، وهي تجربة تضاف إلى رصيدي المتواضع.. يحكي الفيلم سيرة الحاكم أحمد باي في فترة معينة.. ودوري في الفيلم هو شيخ قبيلة الحنانشة التي تنحدر منها زوجة أحمد باي .وماذا عن المسرح خاصة أنك ساهمت في تأسيس عدد من الفرق المسرحية؟ بعد تردّد كبير.. ونزولا عند رغبة مجموعة من شباب وأبناء مدينة سوق أهراس، سأشرع قريبا في التحضير لأنشطة مكثّفة لتحريك الفعل الثقافي.كلمة أخيرة.. أقول للعديد من المهتمين بالفعل الثقافي إن أيوب عمريش لم يأت عبثا ولا مبالغة لكونه جاء على لسان ثلاثة مخرجين كبار أجانب، وأنا أعتبر هذه نقطة استفهام كبيرة بالنسبة لمخرجينا، وربّما تنظيم القطاع وتصنيف وترتيب المنتمين إليه وفق مواصفات ومعايير تحدّد بطريقة حديثة، وليس لي سوى أن أقول إن طاقات وقدرات ومؤهلات كثيرة وفي شتى المجالات تعاني التيه والضياع وهي بحاجة إلى من يأخذ بيدها ويستثمر فيها. وصدقا أقول يحزّ في نفسي أن أرانا هكذا وبإمكاننا أن نكون أحسن بكثير، كما لا يفوتني أن أشكر كل من أتاح لي هذه الفرصة، أقصد جريدة “الخبر” وطاقمها الصحفي المتميز، وشكرا لمن أهداني لقب بطوطة المسرح الجزائري الإعلامي المتميز طهاري عبدالكريم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات